كان الجميع يضع يده على قلبه قبل استهلال الأندية السعودية لمبارياتها في دوري أبطال آسيا، مخافة أن تُلقي مشاركة «الأخضر» الأخيرة في كأس آسيا المتواضعة فنياً بظلالها على أداء الأندية في مجموعاتها... وكان الكل يجمع على صعوبة المهمة في ظل تشابه الظروف والإصابات التي عانت منها الفرق الأربعة. ولعبت المباريات الأولى، ومن هناك في أوزبكستان كان النصر ينتصر لنفسه على من توقعه لقمة سائغة للأوزبك، ويعود بنقطة واحدة كانت مرشحة لأن تكون ثلاثاً وبأداء قتالي وإصرار عنيد على رفض الهزيمة، ومثله فعل الشباب المثخّن بالإصابات، فيما كان الاتحاد يُحلّق في صدارة مجموعته بنور لافت واتحاد جامح، ولم يسقط من الأربعة وعلى أرضه إلا من كنا نظنّه الأفضل وهو الهلال، الذي قدم مستوى غريباً أعاد للأذهان هلال أم صلال وذوب أهان، وعندما تحضر اختراعات المدربين وفلسفتهم، فإنك ترى هلالاً لا يمت للهلال الحقيقي بصلة، ومعه حتماً تحضر النكسة، وشتان بين البداية الهلالية في النسخة الماضية في 2010 مع السد في قطر، وبين مباراة سبهان من حيث اللياقة والسرعة في اللعب والقتالية على الكرة. عادة يصاب الهلال بوهن العزيمة وضياع الشخصية في وسط المسابقة أو في مراحل الحسم المتأخرة كما حدث في الدور قبل النهائي للنسخة الماضية، لكنه هذه المرة جاء الوهن باكراً يغتال الحلم يوم مولده. أي نحس هذا يا هلال؟ وأي ضغط نفسي رهيب يلعب تحته اللاعبون، لدرجة أن يفقدوا توازنهم وتكثر أخطاؤهم بل (وتضيع علومهم)، كل المدربين الذين تعاقبوا على الهلال حدثت لديهم هذه الحالة في آسيا؟ فما سر الهلال الخفي مع آسيا، ولمَ لمْ يستطع أحد طوال هذه السنوات أن يفك الشفرة النفسية؟ ومن المتسبب الذي عمّق فكرة أن البطولة مستعصية وصعبة، لدرجة أن الكل يسقط في اختبارها مرة بعد مرة حتى مع تعاقب أجيال اللاعبين والمدربين؟ هذا اللغز لابد أن يبحث الهلاليون عن حله ولو عن طريق الطب النفسي. ليس عيباً أن تُطرق كل الأبواب، وأن تتم محاسبة الجميع، فالبرود واللامبالاة والاستعراض المبالغ فيه من بعض اللاعبين مكانه الحواري وليس الملاعب، التي تتطلب رجالاً يستشعرون المسؤولية تجاه شعار النادي الذي يرتدون، يحرثون الأرض حرثاً تقديراً لجماهيرهم التي تحضر دون دعوة، وحقها عليهم أن يسعدوها رغماً عن كل الظروف. آسيا ليست عصيّة أيها الهلاليون، لكنها بحاجة إلى رجال أكثر صلابة بدنياً ونفسياً. [email protected]