هاجمت قوات عراقية أمس، بالتزامن مع هجوم آخر شنته فصائل موالية في سورية، هجوماً لاستعادة منطقة عكاشات في أقصى غرب محافظة الأنبار المحاذية لأبرز معاقل تنظيم «داعش» في ولاية الفرات، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى تأمين الطريق الدولي مع الأردن. وقالت «خلية الإعلام الحربي» التابعة لقيادة العمليات المشتركة في العراق أمس، إن «قوات الجيش والحشد الشعبي والحشد العشائري والفوج التكتيكي لشرطة الأنبار، حرّرت ناحية عكاشات بالكامل»، مضيفة أن تلك القوات «فتحت طريق تقاطع عكاشات على الخط الدولي باتجاه عكاشات، ومازالت عمليات التطهير مستمرة». وأعلن نائب قائد العمليات، الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله في بيان، بدء «عملية واسعة لتحرير مناطق غرب الأنبار وفتح الطريق السريع باتجاه عكاشات»، موضحاً أن «تلك الحملة تسعى إلى تأمين الحدود الدولية لشمال منطقة عكاشات»، التي تعدّ مفرق الطريق بين شمال غربي الرطبة وجنوب شرقي القائم، واحتلها «داعش» مطلع 2014. ووفق القوات الأمنية، يوجد في عكاشات مخازن ومعسكرات للتدريب ومصانع للتفخيخ وجيوب ومضافات للانتحاريين ومركز للقيادة والتحكم وخنادق لعناصر «داعش». وفي سورية، قال تحالف مؤلف من مسلحين شيعة تدعمهم إيران، إن الهجوم الذي يتم بدعم من الجيش السوري وغطاء جوي روسي، بدأ في الطرف الجنوبي لمحافظة دير الزور. وأضاف أن الهجوم يستهدف تنظيم «داعش» حتى بلدة البوكمال حيث يلتقي نهر الفرات بالحدود العراقية. إلى ذلك، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد في بيان صحافي، أن الولاياتالمتحدة لا تؤيّد نيّة حكومة إقليم كردستان تنظيم استفتاء للانفصال عن العراق، معتبرة أن تنظيم الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها يعدّ «استفزازاً». كما قدّمت الأممالمتحدة مقترحاً لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء المرتقب في 25 من الشهر الجاري، في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات. ويأتي الموقف الأميركي بعد ساعات من تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ردّ بلاده على الاستفتاء خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي (يوم 22 من الشهر الجاري)، من دون أن يوضح طبيعة الردّ. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لوكالة «أسوشييتد برس» إنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية إذا أدى الاستفتاء إلى أعمال عنف. وحمّل العبادي في مقابلة أخرى مع قناة كردية أمس، بارزاني مسؤولية فتح الباب أمام التدخلات الإقليمية، قائلاً: «عندما لا تعترف بالدستور العراقي ولا بحدود العراق، فإنك تمنح الآخرين مبرراً لتجاوز الحدود والتدخل في الشؤون الداخلية»، وأكد أن تنفيذ الاستفتاء يعدّ خطراً على الشعب الكردي نفسه. واعتبر بارزاني أن الحوار لن يتمّ للحصول على ما وصفها بأنها «مكاسب تافهة» فقط، مشيراً إلى إمكان الانتقال من «المرحلة الفاشلة إلى الجيرة الناجحة»، وتعهّد بتقديم ضمانات لأهالي سهل نينوى إذا اختاروا البقاء ضمن كردستان. وأضاف خلال لقائه ممثلي مكوّنات سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية: «كنت أتمنّى ألا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، ولكن هناك مجموعة تتحكّم بكل الأوضاع في العراق». وزاد «إذا اخترتم البقاء ضمن كردستان سنقدّم لكم الضمانات المطلوبة»، مؤكّداً أن «دولة كردستان ستكون ديموقراطية وفيديرالية وتتمتّع كل المكونات فيها بحقوقها». ورفض بارزاني «رسم حدود كردستان إلى الخط الأخضر الذي حدّده بريمر» (حاكم العراق عقب الغزو الأميركي في 2003).