وعد حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي بزعامة نارندرا مودي، بعد فوزه ب 278 من 543 مقعداً في الانتخابات الاشتراعية الهندية، ما منحه أكبر تفويض لتشكيل حكومة ائتلافية منذ العام 1984، حين تولى راجيف غاندي السلطة بعد اغتيال والدته رئيسة الوزراء انديرا غاندي، ب «عهد جديد» يرتكز على إنعاش الاقتصاد بعد عشر سنوات من حكم حزب المؤتمر الذي أعلنت رئيسته صونيا غاندي ونجلها راهول أنهما يتحملان مسؤولية هزيمته النكراء. وكتب مودي، ابن بائع الشاي على موقع «تويتر»: «ربحت الهند، وبدأت الأيام الجميلة»، قبل أن يزور منزل والدته في ولاية غوجارات (غرب)، حيث أحاطت حشود بسيارته. وأكد لاحقاً أنه سيعمل لمصلحة جميع الهنود، وقال: «من مسؤوليتنا ضم الجميع حين ندير الحكومة، والتعاون مع أحزاب المعارضة». وشهدت مكاتب حزب «بهاراتيا جاناتا» في أنحاء البلاد احتفالات صاخبة، إذ رقص مؤيدوه وأطلقوا الألعاب النارية ووزعوا حلوى. وقال مهندس لبرامج الكومبيوتر يدعى فينود راي في مقر الحزب بنيودلهي: «انني سعيد جداً لأن الهند كلها تريد حكومة قوية». وعكس ذلك مشاعر ملايين الهنود الذين اقتنعوا بوعود مودي بأنه سيسعى إلى خلق وظائف، وتحقيق نمو اقتصادي يرضي الأعداد المتزايدة من الشبان. ورحبت أسواق المال بالفوز الساحق لحزب مودي، إذ ارتفعت قيمة الروبية إلى أقل من 59 في مقابل الدولار الأميركي، وهو أعلى مستوى منذ عشرة أشهر، كما صعدت مؤشرات الأسهم بنسبة 6 في المئة، علماً بأن المستثمرين الأجانب الذين راهنوا على فوز مودي، ضخوا أكثر من 16 بليون دولار في الأسهم والسندات الهندية خلال الأشهر الستة السابقة، وباتوا يملكون أكثر من 22 في المئة من حصص الأسهم في مومباي، والتي قدرت مؤسسة «مورغان ستانلي» قيمتها بنحو 280 بليون دولار. ووعد مودي الذي أيد قطاع الأعمال منذ توليه منصب رئيس وزراء ولاية غوجارات عام 2001، بأنه سيُزيل في حال فوزه العراقيل أمام الاستثمارات في مشاريع الطاقة والطرق والسكك الحديد لإنعاش النمو الاقتصادي الذي تراجع إلى أدنى مستوى خلال عقد (أقل من 5 في المئة). واعتبر موهان غوروزوامي من مركز «بوليسي الترناتيفز» أن «مودي جاء في الوقت المناسب في ظل إحباط السكان، وكسب تأييد الأكثر فقراً الذين يصوتون عادة لمصلحة حزب المؤتمر وبرامجه الاجتماعية، ما سمح بتغاضي الناخبين عن ماضيه كزعيم قومي هندوسي مثير للجدل ارتبط اسمه بأعمال عنف دامية حصدت أكثر من ألف قتيل غالبيتهم من المسلمين في غوجارات عام 2002. وأيضاً سيشكل وصوله إلى السلطة تغييراً جذرياً بالنسبة إلى الغربيين الذين قاطعوه طيلة عشر سنوات بسبب حوادث غوجارات. وفيما صرحت رئيسة حزب المؤتمر صونيا غاندي بأن «الفوز والهزيمة جزء لا يتجزأ من الديموقراطية»، يتوقع أن تؤدي هذه الهزيمة إلى تغييرات داخل الحزب، كما ستطرح تساؤلات حول قدرة عائلة غاندي على إدارة البلاد، خصوصاً أن النتائج الأولية لم تمنح راهول غاندي إلا تقدماً طفيفاً في دائرته. وحاول الناطق باسم حزب المؤتمر رجيف شوكلا التقليل من أهمية فوز مودي قائلاً: «وعد الناس بالقمر والنجوم، وصدقوا هذا الحلم»، فردت فاسنتيبين، شقيقة مودي: «لا يستطيعون أن يصدقوا أن شخصاً بسيطاً مثله تفوق عليهم».