اختتمت الانتخابات الاشتراعية الماراتونية في الهند بمرحلة أخيرة في مدينة بيناريس المقدسة، حيث تطلع زعيم حزب «بهاراتيا جاناتا» الهندوسي القومي نارندرا مودي إلى تحقيق فوز رمزي في سعيه إلى انتزاع السلطة على حساب ارفيند كجروال، زعيم حزب «آم آدمي» (الرجل العادي) الذي برز أخيراً كناشط في مكافحة الفساد. وصرح سيتاباتي تريباثي (35 سنة): «منحت صوتي لمودي، إذ أرى أن فوزه في بيناريس (المعروفة أيضاً باسم فاراناسي) سيعزز تنمية المدينة كوجهة سياحية»، علماً أنها غنية بالرموز. وركز مودي حملته على الحصيلة الاقتصادية لولاية غوجارات التي ترأس حكومتها منذ عام 2001، ووعد بمزيد من الاستثمارات وتوفير فرص عمل بغية إنعاش النمو. لكنه يثير انقساماً عميقاً لدى الشعب الهندي منذ اضطرابات دامية في غوجارات عام 2002 حمّل فيها مسؤولية غياب رد قوات الأمن، ما أسفر عن سقوط ألف قتيل معظمهم من المسلمين. أما خصمه الرئيسي في دائرة بيناريس، كجروال، فأكد أنه يشعر بوجود حماسة لترشيحه، وقال: «الجميع يقول إن مودي في طريق الخسارة». وأفاد مصدر رسمي بأن 551 مليون ناخب شاركوا في الاقتراع الذي استمر 5 أسابيع، وهو رقم قياسي بعد استدعاء 814 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم. ويعتبر حزب «بهاراتيا جاناتاً» الأوفر حظاً لخلافة حزب المؤتمر الذي تتزعمه أسرة نهرو - غاندي، ويواجه فضائح فساد وتراجعاً شعبياً بسبب تباطؤ الاقتصاد بعد 10 سنوات في السلطة. لكن خبراء يستبعدون نيله غالبية مطلقة، ما سيضطره إلى تشكيل ائتلاف مع أحزاب إقليمية. وفي الأسابيع الخمسة للانتخابات، برز صراع حاد هاجم فيه مودي راهول غاندي وشقيقته بريانكا ووالدته صونيا، رئيسة حزب المؤتمر. وهزأ مودي، وهو نجل بائع شاي في ال63 من العمر، من راهول (43 سنة)، ووصفه ب «شهريار (الأمير المتردد) لعدم حماسته لتولي السلطة. وردت أسرة غاندي وقادة حزب المؤتمر باتهام زعيم حزب «بهاراتيا جاناتا» بتجسيد الانقسام وازدراء أقلية المسلمين المقدر عددها ب150 مليوناً في الهند. على صعيد آخر، قتل 7 عناصر من قوات الكوماندوس في الشرطة الهندية وجرح آخران، في انفجار لغم أرضي زرعه متمردون ماويون لدى مرور موكبهم في منطقة غادشيرولي (وسط). وينشط المتمردون الماويون في 20 من 28 ولاية في الهند، ويطالبون بمنح المزارعين والفقراء أراضٍ وفرص عمل.