أدى أكثر من نصف مليون حاج من ضيوف الرحمن ومواطنين ومقيمين وزوار أمس، آخر صلاة جمعة في شهر ذي الحجة للعام الهجري الحالي في رحاب المسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة، والذين توافدوا منذ صباح الباكر إلى المسجد النبوي الشريف لأداء الصلاة والتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما، في جوٍ مفعم بالطمأنينة والأمن والأمان والسكينة. فيما أكدت الجهات الأمنية في المدينةالمنورة تطبيق خططها الأمنية والمرورية للمحافظة على أمن الحاج وراحته داخل المسجد النبوي الشريف وساحاته، بخاصة في أوقات الذروة، وذلك عبر انتشار رجال قوة الأمن في مختلف أرجاء المسجد، لإرشاد المصلين وتأمين دخولهم وتنظيمهم من بوابات المسجد، ومكافحة ظاهرة النشل، وتسهيل توافد قوافل ضيوف الرحمن إلى أماكن سكنهم وتنقلهم من وإلى المسجد النبوي الشريف. وتوافد منذ الصباح الباكر إلى المسجد النبوي الشريف أكثر من نصف مليون حاج وزائر أمس لأداء صلاة آخر جمعة لهذا العام 1438ه، إذ تم اتخاذ كل التدابير والإجراءات الأمنية والإمكانات البشرية، ومضاعفة الجهود التي تكفل تنقّل الحجاج زوار المدينةالمنورة براحة وأمان، من خلال تطبيق الجهات الأمنية خططها على مدار الساعة، والحرص على الحضور في كل أماكن الحشود والمنطقة المركزية بشكل عام بما يكفل كل ما من شأنه راحة الحاج وطمأنينته. وزادت مختلف القطاعات الحكومية العاملة في الحج بالمدينةالمنورة، يأتي في مقدمها فرع الوزارة للحج والعمرة، من حجم الترتيبات والخدمات التي هيّأتها لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن. وواصلت «صحة المدينة» تقديم خدماتها لزوار المسجد النبوي من واقع المراكز الصحية المنتشرة على الطرق المؤدية للمدينة المنورة والطرق التي يسلكها الحجاج في عودتهم إلى ديارهم، من خلال خطتها التي تهدف إلى تهيئة جميع الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن في جميع إدارات صحة المدينة ومرافقها الصحية، التي تعمل على مدار الساعة من طريق مراكزها الصحية داخل وخارج المدينةالمنورة، إضافة إلى المراقبة الصحية بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة. ويتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المصلين، وتوفير السلامة لهم من جميع أخطار الحوادث والكوارث وما قد يتطلبه ذلك من إجراءات الإغاثة الفورية، وذلك باتباع أفضل السبل وأنجحها مع قدر كبير من التنسيق بين الجهات المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني لمواجهة ما قد يحدث من الافتراضات الواردة بكل كفاءة واقتدار. في حين يقدم فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بالمدينةالمنورة الخدمات الصحية والعلاجية من خلال تأمين الخدمات الصحية الطارئة داخل المدينة وعلى الطرق المؤدية منها وإليها، وفي جميع أماكن وجود الحجاج طوال موسمي ما قبل وبعد الحج، ونشر المراكز الإسعافية وسيارات الإسعاف في ساحات المسجد النبوي وعلى الطرق وفي أوقات الذروة، واستقطاب العديد من المتطوعين من الأطباء والطبيبات للعمل بالمسجد النبوي ومسجد قباء. وتواصل إدارة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة تكثيف جهودها واستعداداتها وترتيباتها لمواكبة مغادرة ضيوف الرحمن زوار مدينة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، بعد أن مَنّ الله عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام. واشتملت الجهود على تجهيز صالات السفر والساحات الجوية، وتأمين الأجهزة والمعدات وصيانتها، وجاهزية تشغيل كاونترات خدمة ضيوف الرحمن التابعة للجوازات والجمارك، وشركات الطيران، وسيور العفش، وبوابات الفحص الأمني، إضافة إلى جدولة رحلات الحج التابعة لشركات الطيران بشكل يحد من تزامن الرحلات ويضمن انسيابية الحركة داخل الصالات والساحة الجوية. وتواصل الإدارة العامة لمرور منطقة المدينةالمنورة، تنفيذ الخطط التشغيلية لموسم ما بعد الحج، بتكثيف القوى البشرية والآلية في المواقع التي يرتادها الحجاج والزوار حول المساجد التاريخية والأسواق المركزية، بخاصة المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف التي تشهد تدفق الحجاج بكثافة كبيرة، لأداء الصلوات وزيارة المسجد النبوي، لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن زوار مسجد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. وتباشر المديرية العامة للمياه بمنطقة المدينةالمنورة خُططها التشغيلية لموسم ما بعد الحج، من خلال توفير مختلف خدمات المياه والصرف الصحي على مدار الساعة في أرجاء المدينةالمنورة بصفة مستمرة، وخصوصاً مواقع تمركز الحجاج والتنسيق في ذلك مع الجهات المختصة بالمنطقة، وزيادة عدد الفِرَق ذات الاختصاص لأعمال التشغيل والصيانة للعمل يومياً وبصفة دائمة. ويقوم فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينةالمنورة، بتقديم خدماته من خلال مراقبة المساجد والجوامع ومؤسسات الصيانة والتشغيل، وإنهاء الملاحظات على وجه السرعة، ومخاطبة ملاك محطات الوقود التي تقع على طرق يسلكها ضيوف الرحمن، من خلال الاهتمام بالمساجد والحفاظ على نظافتها، وكذلك القيام بجولات عدة على المساجد الكبيرة بالمدينةالمنورة بدءاً بمسجد قباء وتغيير فرشه وزيادة وحدات التكييف، بالتزامن مع الزيادات الملحوظة في درجات الحرارة، وتركيب كاميرات أمنية، ومراقبة محيط المسجد وحوائطه، وتأمين سيارات الغولف لنقل كبار السن والعجزة في الساحات المحيطة بالمساجد الكبيرة بالمدينةالمنورة.