أكد القنصل السعودي في نيوزيلندا أحمد الجهني، أن القنصلية «أخلت معظم الطلاب الذين طالبوا بالانتقال من كريست شيرش، وعددهم نحو 380 طالباً، وخصصنا لهم ثلاثة أماكن»، مضيفاً: «بعضهم فضلوا الانتقال إلى مدن أخرى بطرقهم الخاصة، فيما فضّل آخرون البقاء في الأماكن التي تم تخصيصها للإيواء، وهي تتسع لأكثر من 400 شخص، ووصل إلى هذه الأماكن 365 شخصاً». وأضاف: «بدأ الطلاب العودة مجدداً إلى كريست شريش بعد هدوء الأوضاع، فيما قدم بعضهم إلى مدينة أوكلاند للمراجعة، خصوصاً طلاب المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وكانوا يشكون من أن الملحقية نقلتهم إلى مناطق غالية الأسعار، ونحن على اتصال مع نائب رئيس المؤسسة لإيجاد حل لهم»، مردفاً: «عرضنا عليهم العودة إلى المملكة، والسفر إلى الرياض، ووفرنا لهم التذكر لمدة شهر ذهاباً وإياباً، من أجل الإسهام في إزالة الآثار النفسية، وفضّل بعضهم العودة، فيما قرر آخرون البقاء». ووضعت القنصلية السعودية في نيوزيلندا خطة إخلاء للطلبة المبتعثين وأسرهم، الذين يربو عددهم على ألف شخص، لحمايتهم من مخاطر الزلزال والهزات الأرضية التي تكررت خلال الأسبوعين الماضيين في العاصمة وينغلتون ومدينة كريست شيرش، اللتين يتركز فيهما المبتعثون السعوديون، وشهدت الأولى أول من أمس هزات أرضية متواصلة، وصلت إلى 4.5 درجة على مقياس ريختر. وأقرّ القنصل السعودي في نيوزيلندا أحمد الجهني، في تصريح إلى «الحياة» بأن المبتعثين «يشعرون بالانزعاج والخوف، وبخاصة في وينغلتون»، مضيفاً: «تلقيت اتصالات من بعض الطلبة بعد حدوث هزات أرضية في المدينة، والأمور إلى الآن لا تدعو إلى القلق، وتواصلنا مباشرة مع إدارات الدفاع المدني والطوارئ، وأخبرونا بأن الأمر طبيعي، ولا يستوجب الإخلاء على الإطلاق». وانتقد مبتعثون سعوديون في وينغلتون، «الغياب التام للملحقية الثقافية والقنصيلة السعودية» خلال هذه الأزمة. وقالت إحدى الطالبات: «شهدت المدينة هزة أرضية دامت 20 ثانية، وكانت بقوة 4.5، كما حدثت أخرى لمدة 10 ثوانٍ، وصلت قوتها إلى 4.7 اليوم الجمعة (الخميس بتوقيت السعودية)، وما زال الخوف يسيطر علينا». وأضافت: «كانت قوية جداً، لدرجة أن التلفزيون والأجهزة والمبنى بأكمله كان يهتز بصورة مخيفة جداً، ما دعانا إلى الخروج إلى الشوارع، وشاهدت طلبة سعوديين موجودين في أماكن بعيدة عن المباني، خوفاً من تبعات الهزات، وتزامن ذلك مع هبوب عواصف شديدة، وكان المكان بارداً للغاية». بدوره، قال القنصل الجهني: «إن هزات وينغلتون لا تقارن بما حدث في كريست شيرش»، ولكنه طمأن السعوديين الموجودين هناك بالقول: «سنراقب هذا الأمر في شكل متواصل، وسنكون على تواصل مع الجهات المعنية، وإذا تطلّب الأمر إخلاء الرعايا السعوديين؛ فسنقوم بذلك من دون تردد»، موضحاً أن هزات وينغلتون كانت «مفاجئة، ولم يعتد الطلاب عليها من قبل، لذا كان قلقهم مبرراً، وقمت بالتواصل مع بعضهم، ونسعى حالياً، للتواصل مع النادي الطلابي في المدينة، للتواصل مع جميع الطلاب هناك»، مضيفاً: «أتفهم قلق الطلاب وخوفهم، وسنقوم بوضع تعليمات على موقع القنصلية الإلكتروني، للتواصل مع الطلاب، وفي حال حدث أي مكروه سنقوم بإخلاء الطلاب بسرعة».وبخصوص الإصابات بين السعوديين، قال الجهني: «لا توجد، عدا مبتعث تعرّض لإصابات طفيفة في يده، ووصل إلى أوكلاند، واطمأننت عليه». ورداً على شكاوى الطلاب المتكررة بعدم اهتمام القنصلية بهم في مثل هذه الأزمات، أقرّ بحدوث «تقصير» أثناء الزلزال الذي حدث في العام الماضي، مستدركاً: «لم يكن بمجمله من القنصلية، فبعض الطلاب لم يقوموا بتسجيل جوازاتهم لدينا، وقمنا برعاية جميع الطلاب ممن قاموا بالتسجيل بحسب القوانين المتبعة». وأبدى الجهني سعادته بمبادرات المبتعثين السعوديين، وتضامنهم مع بعضهم بعضاً في مثل هذه الظروف. وقال: «على رغم الأزمة الحالية، إلا أن هناك أمراً يثلج الصدر كثيراً، إذ لاحظت أن هناك تعاوناً كبيراً بين الطلبة، إذ قاموا بإسكان بعض العوائل التي تضررت مساكنها، حتى وصل الأمر إلى اجتماع خمس عوائل في بيت واحد، وأثبت السعوديون في هذه الأزمة معدنهم الطيب، الذي يظهر في مثل هذه المواقف».