يواجه سكان ايبيزا صعوبة متزايدة في إيجاد مساكن بسبب غزو السياح هذه الجزيرة الاسبانية، اذ ان ملايين الزوار الذين تستهويهم لياليها الصاخبة ومياه شواطئها الفيروزية تسببوا بارتفاع كبير في أسعار العقارات. يعيش غابرييل البرتو اندرادي في حافلة صغيرة زرقاء مجهزة بكنبة تتحول الى سرير وجهاز تلفزيون ومطبخ صغير. ويقول هذا الارجنتيني المقيم منذ العام 2000 في هذه الجزيرة في ارخبيل البليار: «العيش في شاحنة صغيرة ليس سهلاً، لكن أسعار الايجارات جنونية. من المستحيل دفعها». وتشهد جزيرة ايبيزا الصغيرة التي ترسو في موانئها يخوت المشاهير ويتهافت عليها الشباب للتمتع بصخبها، تدفقاً جديداً للزوار الذين يتجنبون وجهات تشهد اضطرابات في المتوسط بينها مصر وتونس وتركيا. وارتفع عدد السياح من 1,7 مليون في 2010 الى 3 ملايين عام 2016 في هذه الجزيرة التي لا تتخطى مساحتها 572 كيلومتراً مربعاً ويقطنها 142 الف نسمة. واليوم بات من الصعب ايجاد غرفة للايجار بسعر يقل عن 600 يورو. ويندد تجمع مدافع عن حقوق السكان المحليين يحمل اسم «افيكتادوس بور لوس الكيليريس» (مغبونون بسبب الايجارات)، منذ أشهر بأسعار الايجارات المرتفعة: 500 يورو شهرياً مقابل استئجار شرفة فقط، و300 يورو في مقابل فراش من دون حمام، و2100 يورو في مقطورة صغيرة. ومع راتب 1400 يورو شهرياً يتقاضاه كناقل للبضائع، اختار غابرييل شراء حافلته الصغيرة مقابل 3 آلاف يورو. ويقول مدير السياحة في حكومة الجزيرة فنتست توريس: «اذا ما استمرينا في النمو على هذا النحو، سنصل الى مرحلة نكون قد فقدنا خلالها بالكامل قدرتنا على المنافسة. ولن تبقى هذه المنطقة مكاناً يطيب العيش فيه بتاتاً. لهذا نظن أن المطلوب تسجيل تراجع طفيف في النمو». والهدف تالياً يكمن في عدم جعل القطاع السياحي رغم اهميته الحيوية للجزيرة، مصدر ضغط على ايبيزا التي كانت تعيش بصعوبة من الصيد والزراعة قبل أن تصبح وجهة سياحية محببة اعتباراً من ستينات القرن العشرين.