رجح وزير النفط الكويتي عصام المرزوق اليوم (الأربعاء)، أن تعقد «أوبك» اجتماعاً استثنائياً منتصف آذار (مارس) المقبل، إذا لم تتوصل إلى قرار في شأن تمديد تخفيضات إنتاج النفط حين تجتمع في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال المرزوق في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنزويلي ايولوخيو ديل بينو في الكويت «في الاجتماع المقبل في نوفمبر قد لا نتخذ قراراً بتمديد الاتفاق وقد نعقد اجتماعاً استثنائياً منتصف مارس لهذا الأمر». واتفقت «أوبك» وكبار المنتجين، ومن بينهم روسيا، في نهاية العام الماضي على خفض إنتاج النفط بحوالى 1.8 مليون برميل يومياً، لدعم إعادة توازن السوق. واتفقوا في أيار (مايو) الماضي على تمديد الاتفاق حتى آذار (مارس) 2018. وقال المرزوق إن الاجتماع الذي ستعقده اللجنة الوزارية لمراقبة التزام الدول باتفاق خفض الانتاج في فيينا الأسبوع المقبل، سيتم خلاله استعراض البيانات الخاصة في التزام الدول بخفض الانتاج في شهر آب (أغسطس) الماضي، مبيناً أنه سيتم التشديد على الدول التي لم تلتزم بشكل كامل بضرورة تنفيذ الاتفاق والالتزام به. وأكد الوزير الكويتي أن هذا الاجتماع ليس معنياً في اتخاذ قرارات في شأن تمديد الاتفاق أو حتى إصدار توصية بذلك، مؤكداً أن دراسة تمديد الاتفاق من عدمه تتم بطلب من الدول الموقعة على الاتفاق «وحتى الآن لم يتم الطلب من اللجنة الوزارية درس تمديد أو عدم تمديد الاتفاق». وفي رده على سؤال حول إمكانية انضمام دول مثل نيجيريا وليبيا إلى الاتفاق، قال الوزير الكويتي إنه تم الاتفاق مع الدولتين على خفض إمداداتهما إذا وصلتا إلى مستوى معين من الإنتاج واستمرتا عند هذا السقف لمدة شهرين، معرباً عن تطلع بلاده لانضمام الدول الأخرى المنتجة للنفط إلى اتفاق خفض الإنتاج. من جانبه، قال وزير النفط الفنزويلي ديل بينو الذي يقوم حالياً بجولة في دول مؤثرة في إنتاج النفط العالمي إنه بحث مع الجانبين السعودي والكويتي خيارات تمديد اتفاق خفض الإنتاج وكذلك الخيارات الأخرى. وقال: «إننا منفتحون على جميع الخيارات» فيما يتعلق باتفاق خفض الإنتاج العالمي والذي من المقرر أن يمتد في الوقت الحالي حتى آذار (مارس) 2018. وأكد ديل بينو أنه كان من المتوقع أن تتفاعل أسعار النفط «بشكل أفضل» مع بدء تطبيق الاتفاق، وأن ترتفع الأسعار عشرة دولارات عن المستوى الحالي، لكن هذا لم يحدث لأسباب عدة، مؤكداً ضرورة أن تستمر الاستثمارات في الصناعة النفطية حتى يتم تطويرها. وقال الوزير الفنزويلي إنه سيتجه اليوم إلى طهران لعقد مباحثات مع نظيره الإيراني، مبيناً أن المباحثات ستشمل تقييم وضع أسواق النفط واتفاق خفض الإنتاج، إضافة إلى الموضوعات المشتركة بين البلدين وأهمها بلورة سياسات لمواجهة الإجراءات الأميركية تجاه بلديهما، معتبراً أن هذه الإجراءات هدفها الإضرار في مصالح فنزويلا وإيران. وأضاف ديل بينو أن بلاده ستقوم بتسعير مبيعات نفطها الخام بعملات أخرى بخلاف الدولار الأميركي مثل اليوان الصيني، والروبية الهندية، مبيناً أن غالبية الصادرات النفطية من بلاده تتجه إلى هذين البلدين. من جهة أخرى، قال ديل بينو إن المشكلات السياسية الحالية في فنزويلا لا تؤثر على الصناعة النفطية. وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم الثلاثاء إن الاتفاق المبرم بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين لخفض إنتاج النفط سيستمر «بالتأكيد» بعد آذار (مارس) 2018. وقال مادورو إنه ناقش الأمر مع نظيره الإيراني حسن روحاني أثناء جولة مطلع الأسبوع في الشرق الأوسط، مضيفاً أن هناك «ميلاً كبيراً جداً» لاحتمال تمديد الاتفاق. وقال مادورو في كلمة بثها التلفزيون «يوم 20 سبتمبر سيكون هناك اجتماع في فيينا لوزراء النفط، والظروف مواتية لتعزيز هذا الاتفاق فيما يتعلق في الإنتاج وتنظيم السوق».