تكرهني وتتهمني بالرجعية! أنا شاب مسلم متزوج منذ عام 2003، وكنت أحب زوجتي، واحترمها، وقد رزقنا الله بطفلين، ودامت العُشرة بيننا على خير فترة كبيرة، وكانت حياتنا مستقرة والحمد لله، ولكن زوجتي في الفترة الأخيرة أصبحت تكرهني، وتغيّرت معاملتها معي، ومشاعرها ناحيتي، وتسب أهلي ووالدي، وقد حاولت أن أفهمها خطأها، وأن هذا سيؤدي إلى انهيار الحياة بيننا، فإن أهلي جزء مني، في حين أنه لا سبب لذلك، ولا أدري ما الذي جرى لها، حتى الصلاة تركتها، ولا تريد أن تصلي، مع كثرة محاولات نصحها وإرشادها إلا أنها تتهمني بالجهل والرجعية، وأنا من جانبي قررت طلاقها، بعد فشل كل هذه المحاولات، فهل إذا طلقتها أكون ظالماً لها؟ وما هي حقوق أبنائي؟ أرجو منكم توضيح الأمر، وبيان حقوقها وحقوق الأولاد؟ سالم سعيد - الرياض استقرار الحياة الزوجية غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام، ومن أجل ذلك كانت الصلة بين الزوجين من أقدس الصلات وأوثقها، فلا ينبغي الإخلال بها، ولا التهوين من شأنها، وكل أمر يوهن من هذه الصلة ويضعف من شأنها فهو بغيض إلى الإسلام، لفوات المنافع وذهاب مصالح كل من الزوجين، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق» رواه أبوداود والحاكم وصححه. وفي حالتك هذه يكون طلاق زوجتك مباحاً، لسوء خلق الزوجة، وسوء عشرتها، والتضرر بها من غير حصول الغرض منها، وكذلك لتفريطها في حقوق الله الواجبة عليها، مثل الصلاة ونحوها، وعدم استطاعتك إجبارها على أدائها، قال الإمام أحمد رضي الله عنه : «لاينبغي له إمساكها، وذلك لأن فيه نقصاً لدينها». أما حقوقها وحقوق الأولاد فهي النفقة والكسوة حتى تعتد، ثم تسقط نفقتها، وتبقى نفقة الأولاد، من أكل ومسكن وملبس وخلافه على القدر المعتاد من اليسر والعسر للزوج، حتى بلوغهم السن التي يتحولون فيها إلى حضانتك بإذن الله تعالى.