دخل كارل هاينتس رومينيغه، الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ بطل ألمانيا في المواسم الخمسة الماضية، في سجال مع مهاجم الفريق البولندي روبرت ليفاندوفسكي بعد انتقادات الأخير سياسة النادي في سوق الانتقالات الصيفية. وسقط بايرن أمام هوفنهايم صفر - 2 السبت ليجد نفسه سادساً في ترتيب الدوري الألماني، في أسوأ مركز له بعد المباريات الثلاث الأولى منذ موسم 2010 - 2011. وجاء تعليق ليفاندوفسكي قبل مباراة بايرن وأندرلخت البلجيكي في دوري أبطال أوروبا، إذ قال لمجلة "در شبيغل" الألمانية أن على ناديه أن ينفق أكثر لضم لاعبين من مستوى عالمي. لكن رومينيغه ردّ عليه بسرعة، وأيضاً على الدولي الألماني توماس مولر الذي انتقد مدرب الفريق، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لعدم إشراكه كثيراً في المباريات. وجاء رد رومينيغه صارماً بقوله لصحيفة "بيلد" أمس (الإثنين) "من الآن وصاعداً، سأتولّى الأمر شخصياً مع الذين ينتقدون المدرّب علناً، والنادي أو اللاعبين الآخرين". وتابع: "إنني مؤيّد للديموقراطية وحرية التعبير، لكن الناس يبحثون في الوقت الحالي عن القيام بأمور كثيرة بدلاً من التركيز على كرة القدم". وكان ليفاندوفسكي بدأ السجال بانتقاد سياسة التعاقدات مع اللاعبين التي ينتهجها بايرن، إذ اعتبر أنه تقشّف كثيراً هذا الصيف مقارنة بالمبالغ الخيالية التي أنفقت، خصوصاً من قبل باريس سان جرمان الفرنسي. وضم سان جرمان المهاجم البرازيلي نيمار (25 عاماً) من برشلونة الإسباني في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، ولاعب الوسط الفرنسي الشاب كيليان مبابي (18 عاماً) من موناكو في عقد إعارة يتضمّن خيار الشراء في صفقة قدرت ب180 مليون يورو. وقال المهاجم البولندي "لم يدفع بايرن أكثر من 40 مليوناً من أجل لاعب. إنه منذ وقت طويل مبلغ متوسط وليس كبيراً في كرة القدم الدولية". وكان بايرن ميونيخ ندد بالتضخم الحاصل في سوق الانتقالات والصفقات الكبيرة هذا الصيف. وأنفق بايرن رقماً قياسياً ألمانياً في حزيران (يونيو) حين ضم لاعب الوسط الفرنسي كورنتان توليسو من ليون مقابل 41.5 مليون يورو (50 مليون دولار). واعتبر رومينيغه انتقاد ليفاندوفسكي هجوماً على النادي بقوله: "يبدو أنّ روبرت غاضب بسبب تعاقدات باريس سان جرمان. إنه لاعب كرة قدم في صفوفنا ويكسب الكثير من المال، وأنا آسف لتصريحاته". ويرتبط ليفاندوفسكي بعقد مع بايرن حتى 2021. وكان المهاجم البولندي حلّ ثانياً في ترتيب هدافي الدوري الألماني في الموسم الماضي خلف الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ مهاجم بوروسيا دورتموند. وأردف رومينيغه: "يجب على روبرت ألّا يقلق، لدينا فريق جيّد أيضاً هذا الموسم". وانتقد رومينيغه، روبرت بارتل، وكيل أعمال ليفاندوفسكي، لممارسة تأثير سلبي في الأخير. وكان بارتل اتهم في الموسم الماضي زملاء ليفاندوفسكي بعدم مساعدته بما يكفي لتحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم واحد. وفضلاً عن رومينيغه، اعتبر رئيس مجلس الإشراف على النادي أولي هونيس الإثنين أيضاً أنه من الأفضل لليفاندوفسكي أن يهتم "بمستواه"، مؤكداً "إذا تحسّن مستواه فسنحقق أهدافنا". وكان هونيس وصف الصفقات التي أبرمت في الصيف بالجنون، واعتبر أن بايرن لن يكون طرفاً فيها. ويواجه بايرن أزمة ثانية تتعلق بنجمه الدولي توماس مولر الذي انتقد في نهاية آب (أغسطس) الماضي المدرّب أنشيلوتي لإبقائه كثيراً على مقاعد البدلاء، معتبراً أنّ المدرّب لا يقدّر مهاراته بنسبة مئة في المئة. ولم يستبعد مولر الذي أمضى طوال مسيرته في بايرن ترك فريقه كما حصل مع زميله السابق باستيان شفاينشتايغر بقوله لمجلة "كيكر": عندما نرى أنّ لاعباً مثل شفاينشتايغر كان هنا لأكثر من عشر سنوات وغادر، فإن الأمر يمكن أن يحصل معي أيضاً". ولم يتأخّر رد رومينيغه على مولر، وأكد الإثنين أيضاً "اللاعبون الذين لهم رمزية لا يضمنون اللعب". وأنقذ أنشيلوتي موسمه الأول مع الفريق البافاري بإحراز لقب الدوري المحلي، على رغم الخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني، لكنه تعرّض لانتقادات كثيرة. من جهة أخرى، اعتبر بول برايتنر نجم بايرن السابق والمتوّج مع منتخب ألمانيا بكأس العالم 1974، أن العملاق البافاري تحت إشراف المدرب الإيطالي "تراجع خطوة على الأقل إلى الوراء". وتابع: "النادي أصبح جامداً جداً من جديد ويفتقد الجنون الذي كان عليه تحت إشراف بيب غوارديولا" في إشارة إلى المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا الذي تركه وانتقل إلى مانشيستر سيتي الإنكليزي. وتولّى أنشيلوتي تدريب بايرن قبل انطلاق الموسم الماضي خلفاً لغوارديولا، وفاز الإيطالي مع الفريق بلقب الدوري المحلي. وانتقد لوثار ماتيوس أحد نجوم بايرن الفائز مع منتخب ألمانيا بمونديال 1990، المدرّب أيضاً بعد الخسارة أمام هوفنهايم.