دبي - رويترز - تؤثر الاضطرابات التي تشهدها دول في المنطقة في أسواق المال الخليجية التي تراجع أداؤها في الأسابيع الأخيرة وهبطت مؤشراتها إلى مستويات هي الأدنى في سنوات. فمؤشر سوق دبي المالي تهاوى إلى أدنى مستوى في ست سنوات ونصف سنة، إذ يتواصل التهافت على البيع في الأسواق الخليجية مع تنامي المخاوف من تفاقم الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط، وهو أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم. وتراجع مؤشر دبي أمس بنسبة 3.5 في المئة إلى 1374 نقطة، مسجلاً أدنى إغلاق منذ حزيران (يونيو) 2004. وتراجع مؤشر أبو ظبي بواقع 1.8 في المئة إلى 2527 نقطة. وهوى سهم «أرابتك للبناء» تسعة في المئة، وسهم «إعمار العقارية» ستة في المئة، وسهم «دريك أند سكل» 4.4 في المئة. وتعمل هذه الشركات الثلاث خارج الأسواق الإماراتية. وانخفض مؤشر سوق الدوحة 3.4 في المئة إلى 7669 نقطة، مسجلاً أدنى إغلاق منذ 28 أيلول (سبتمبر) لتبلغ خسائره 11.7 في المئة منذ بداية السنة. وهبط سهم «صناعات قطر» 7.5 في المئة وسهم «اتصالات قطر» (كيوتل) 2.7 في المئة، بعدما كشفت الشركتان عن أرباح للربع الأخير جاءت دون المتوقع. وتراجع المؤشر الكويتي 2.6 في المئة إلى 6158 نقطة، مسجلاً أدنى مستوى إغلاق منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2004. وهبط سهم «زين» بسبب تزايد الشكوك في شأن صفقة استحواذ «مؤسسة الإمارات للاتصالات» (اتصالات) على «شركة الاتصالات الكويتية» التي تبلغ قيمتها 12 بليون دولار ما جعل المؤشر الكويتي ينخفض إلى أدنى مستوى في ست سنوات. وفقد سهم «زين» 5.9 في المئة. وأعلنت إحدى وحدات «مجموعة الخرافي» التي تقود الصفقة وتُعتبر أحد مالكي «زين» أول من أمس، أنها أنهت التزامها بيع حصة 46 في المئة إلى «اتصالات». وأشار مصدر في «زين» في وقت لاحق إلى أن «صفقة اتصالات فشلت». وخسر سهما «بنك الكويت الوطني» و «بنك الخليج» 4.5 في المئة و5.3 في المئة على التوالي. وتراجع سهم «اتصالات» 0.9 في المئة في أبو ظبي. وأغلق المؤشر العُماني منخفضاً للمرة العاشرة في 11 يوم عمل إذ يواصل المستثمرون إعادة تقويم أسهم السلطنة على خلفية تنامي الأخطار السياسية. وانخفض المؤشر 1.5 في المئة إلى 6304 نقاط إذ تراجع 24 سهماً وارتفع سهم فقط. ومن بين الخاسرين تراجع 19 سهماً بنسب تفوق نسبة تراجع المؤشر ولذلك لا يعكس المؤشر الحجم الفعلي للخسائر. وتراجع سهما «بنك مسقط» و «النورس للاتصالات» 3.4 في المئة لكل منهما بينما هوى سهم «النهضة للخدمات» 6.6 في المئة. وهبط مؤشر الأسهم السعودية إلى أدنى مستوى في 22 شهراً متراجعاً ليوم العمل ال 13 على التوالي إذ عمد المستثمرون القلقون إلى البيع. وهبط المؤشر 3.9 في المئة إلى 5327 نقطة، مسجلاً أدنى مستوى منذ 25 نيسان (أبريل) 2009. وفاقت مبيعات كثير من المستثمرين مشترياتهم أول من أمس، ما أدى إلى تهاوي السوق مخترقة مستويات دعم. ومع اختراق هذه المستويات طالبت شركات الوساطة المحلية المتعاملين بتسييل محافظهم ما أدى إلى تضخيم التراجعات إذ دخلت السوق دوامة هبوط أدت إلى عمليات سحب استثمارات من صناديق لإدارة الأصول المحلية، بينما كان عدم وجود طلب عاملاً أيضاً في التراجع، واستمر البيع أمس أيضاً. وهبط سهم «مصرف الراجحي» 5.9 في المئة وسهم «بنك الرياض» 4.6 في المئة وسهم «المملكة القابضة» 5.6 في المئة. علاوات الأخطار وقال هشام منتصر، الشريك المدير في «فرونتلين كابيتال» لإدارة الأصول في دبي: «نلاحظ ارتفاعاً كبيراً في علاوات الأخطار، ويعيد المستثمرون النظر في توقعاتهم للمنطقة. وإذا صمدت الأرباح في نهاية المطاف ستكون أسعار الأصول منخفضة للغاية، لكن توقعات الأرباح غير واضحة على الإطلاق لأنها تعتمد على عوامل كثيرة». وأضاف منتصر: «من الصعب للغاية التكهن (بنتائج) الشركات التي لها نشاطات إقليمية ولا تركز على دولة واحدة». وزاد: «هذا كله جزء من إعادة تقويم السوق... ارتفعت علاوات الأخطار، لذلك يجب أن تنخفض أسعار الأسهم ولا أعتقد أن عملية التعديل انتهت بعد. لقد انتقلت المخاوف من الاضطرابات من شمال أفريقيا إلى الخليج الآن ولو أنها في دول صغيرة مثل عُمان والبحرين... هناك كثير من التهافت على البيع بسبب القلق». وقال متعامل في الرياض طلب عدم الكشف عن هويته إن «المعنويات لا تزال ضعيفة نتيجة القلاقل السياسية في المنطقة». وأضاف: «إنها ثقافة التحرك الجماعي». وقال محلل في دبي طلب أيضاً عدم نشر اسمه: «صعب توقع استقرار الأسواق في ظل استمرار الاحتجاجات. هناك مبالغة في البيع في الأسواق، لكن هذا لا يعني أنني لن أشتري».