أكدت روسياوالأردن أنهما يتعاونان مع الولاياتالمتحدة الأميركية لإقامة منطقة «خفض توتر» جنوب سورية بعد نجاح اتفاق التهدئة الذي أنجز قبل نحو شهرين. وكشف ديبلوماسيون غربيون أن واشنطنوعمان تجريان مفاوضات مع موسكو في الوقت الراهن لإعلان منطقة «خفض توتر» في جنوب سورية تعيد القوات المدعومة من إيران 40 كيلومتراً شمال الشريط الحدودي مع الأردن. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، بعد محادثات أجراها في الأردن، إن السعودية جادة في تسوية الأزمة. وزاد: «نعتقد بأن السعودية تسعى إلى تسوية الأزمة السورية، وقد تأكد ذلك في بداية عملية آستانة، عندما قامت روسيا وتركيا وإيران باستحداث هذه العملية. وبعد انطلاقها تلقينا من السعودية تأكيدات بأنها تدعم هذا الإطار وأنها مستعدة للتعاون في إقامة مناطق خفض التوتر وغيرها من المبادرات التي تستحدث في آستانة». وكشفت مصادر سياسية متطابقة ل «الحياة»، أن لافروف بحث في عمان في «انعكاسات صمود الهدنة في الجنوب السوري على سرعة خطوات إعادة فتح المعبر الحدودي بين عمانودمشق قبل نهاية العام». وتوقعت المصادر أن تفضي لقاءات لافروف مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى نتائج عملية ملموسة على الصعيد الميداني السوري، وتعميم تجربة خفض التوتر في كل سورية، والانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة السورية. وفي لقاء العاهل الأردني ولافروف تم «التركيز على الأوضاع في سورية»، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي. وأشار البيان إلى أنه «تم تأكيد ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وأهمية اتفاق وقف النار في جنوب غربي سورية الذي تم التوصل إليه بين الأردنوروسياوالولاياتالمتحدة الأميركية». وحول إنشاء منطقة «خفض توتر» في جنوب سورية، قال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني: «ناقشنا الأوضاع المتعلقة بإنشاء منطقة خفض التوتر في الجنوب الشرقي لسورية... وعبرنا عن دعمنا حل كل القضايا المتعلقة بأدائها في إطار ثلاثي واتفقنا على اتصالات مستقبلية بهذا الشأن». من جهته، قال الصفدي إن «المحادثات الثلاثية لإنشاء منطقة خفض التوتر، تسير بشكل جيد». وتشترك المملكة الأردنية مع سورية بحدود برية يزيد طولها على 370 كيلومتراً. وشدد الوزير الأردني «نحن ننظر إلى هذا كجزء من حل، أي بمعنى أننا نريد في الأردن وقفاً شاملاً للنار على جميع أراضي سورية، وأن نتقدم بعد ذلك باتجاه حل سلمي يأخذنا إلى مرحلة جديدة يقبلها الشعب السوري وتحقق الأمن والأمان في سورية». وزاد: «نريد خروج كل القوات الأجنبية من سورية وأن تعود دولة آمنة مستقرة ومستقلة تملك السيادة وتملك قرار نفسها وتحقق الأمن والأمان لشعبها». وصمدت الهدنة التي توسطت فيها الأردنوروسياوالولاياتالمتحدة في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء منذ دخولها حيز التنفيذ في 9 تموز (يوليو) الماضي. لكن ما زال لدى إسرائيل تحفظات عليها وتريد تعديلات تُبعد الميليشيات الإيرانية و «حزب الله» وحلفاءهم من المناطق الحدودية بين إسرائيل وسورية. تزامناً، قال إسرائيل كاتس، وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إن الرئيس بشار الأسد مستعد للسماح لإيران بإقامة قواعد عسكرية في سورية على غرار الاتفاقية التي وقعها مع موسكو في تموز (يوليو) الماضي والتي سمحت دمشق بموجبها ببقاء القاعدة الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية لنحو 50 عاماً. وقال كاتس أمام مؤتمر أمني أمس تستضيفه جامعة (آي دي سي هرتزليا) قرب تل أبيب: «يقترب الأسد وإيران هذه الأيام من توقيع اتفاقية طويلة الأجل ستؤذن بوجود عسكري إيراني في سورية على غرار الاتفاقية الموقعة بين الأسد والروس». وأفاد بأن الخطة تشمل قاعدة بحرية إيرانية وقواعد للقوات الجوية والبرية الإيرانية و «جلب عشرات الآلاف من رجال ميليشيات شيعية من بلدان شتى» للقتال في صفوف الإيرانيين وجماعة «حزب الله» في سورية. ولم يفصح كاتس عن مصدر معلوماته ولم يقدم تفاصيل. ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية التعليق ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين سوريين.