أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مناورات «النجم الساطع»، التي بدأت وحدات في الجيشين المصري والأميركي تنفيذها أول من أمس بعد توقف دام ثماني سنوات، «تعكس أهمية وعمق التعاون العسكري بين البلدين»، ودعا المجتمع الدولي إلى «تبني استراتيجية شاملة لاقتلاع جذور الإرهاب»، و «التصدي للدول والجهات التي تدعم الإرهاب وتموله». وكان السيسي اجتمع أمس مع قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول جوزيف فوتيل، في حضور رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن السيسي أكد خلال اللقاء «أهمية العلاقات العسكرية بين مصر والولاياتالمتحدة، التي تعد محوراً رئيسياً للتعاون القائم بين البلدين»، ورحب بانطلاق فاعليات التدريب المصري الأميركي المشترك «النجم الساطع» الذي يقام في قاعدة محمد نجيب العسكرية ويستمر عشرة أيام، لافتاً إلى ما يعكسه هذا التدريب من «أهمية وعمق التعاون العسكري بين البلدين، خصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، والتي تتطلب تضافر الجهود للتصدي للتحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم». وذكر يوسف أن «اللقاء تناول آخر التطورات على صعيد الأزمات التي تمر بها المنطقة، حيث أكد الرئيس المصري أهمية استمرار العمل على التوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك الأزمات، والحفاظ على المؤسسات الوطنية في هذه الدول وصون سيادتها ووحدة أراضيها ومُقدرات شعوبها، حتى تمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها». وكان بيان عسكري أوضح أن «النجم الساطع» يتضمن تنفيذ مشروع تكتيكي بالذخيرة الحية لعناصر مشتركة من المشاة والمدرعات، مصحوبة بأنشطة جوية وبحرية تجريها عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية، كما تعقد على هامشه ندوة بحثية يتم خلالها تبادل الرؤى في ما يتعلق بالموضوعات الاستراتيجية المطروحة على الساحة الدولية والجهود المبذولة في ضوء الاستراتيجية المصرية الشاملة لمكافحة الإرهاب. وأضاف البيان أن التدريب يشمل أيضاً تنفيذ مشروع مراكز قيادة مشترك باستخدام الحاسب الآلي للتدريب على مكافحة التهديدات المختلفة، وكذلك التدريب العملي المشترك على أعمال القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب في المناطق المأهولة. في موازاة ذلك، أوضح بيان رئاسي مصري أن السيسي عرض خلال لقائه المسؤول العسكري الأميركي «الجهود التي تبذلها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب على الأصعدة المختلفة، من خلال تبني استراتيجية شاملة تراعي فيها الأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بجانب العسكرية والأمنية، سعياً لاقتلاع تلك الآفة من جذورها، ومواجهة التهديدات التي تفرضها على مصر والمنطقة والعالم بأسره، فضلاً عن التصدي للدول والجهات التي تقوم بدعم الإرهاب وتمويله، مع ضرورة مواجهة كل المنظمات الإرهابية من دون انتقائية». وأضاف أن «قائد القيادة المركزية الأميركية أكد حرص بلاده على استمرار تطوير علاقات الشراكة مع مصر وتعزيز التعاون معها، معرباً عن ترحيبه باستئناف تدريبات النجم الساطع، ومؤكداً أهميتها في تعزيز جهود البلدين في مواجهة التحديات المشتركة وعلى رأسها خطر الإرهاب». وتابع البيان أن المسؤول الأميركي «أشاد بمحورية دور مصر في المنطقة، مؤكداً التزام الولاياتالمتحدة بتعزيز علاقاتها الاستراتيجية معها. كما أعرب عن تقديره الجهود المصرية في مكافحة الإرهاب، مشدداً على أهمية هذا الدور في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين».