لاحت أمس بوادر المنافسة على منصب رئاسة مصر في الانتخابات المقررة لها صيف السنة المقبلة، بدخول مؤيدي المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق طرفاً في الدعاية الانتخابية في مواجهة مؤيدي ترشيح الرئيس عبدالفتاح السيسي لولاية ثانية. وخلال الأيام الأخيرة أطلق مؤيدون لشفيق الموجود في الإمارات منذ خسارته الانتخابات الرئاسية التي أجريت منتصف العام 2012 في مواجهة الرئيس المعزول محمد مرسي، حملات دعائية لدفع آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، للوصول الى الرئاسة. وبدا أن منظمي الحملة الذين لم يكشفوا هويتهم رسمياً، وهم يعولون على كسب تأييد الكتلة المعارضة للرئيس السيسي، إذ حملت الحملة شعار «لا مستقبل إلا بالتغيير» ... «أحمد شفيق رئيساً لمصر»، لكن في المقابل يتوقع أن يجدد ترشيح شفيق الاتهامات كونة كان أحد رجال نظام مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 كانون الثاني (يناير)، لا سيما في حال دخل ساحة المنافسة أحد من الشخصيات المحسوبة على الثورة. ولم يعلن شفيق في شكل رسمي نيته الفوز بالرئاسة، لكنه خرج عبر تصريحات إعلامية، في مناسبات عدة ليوجه انتقادات لاذعة إلى سياسات الحكم الحالي، وعززت الحملة الدعائية لمؤيديه التوقعات بأن قائد سلاح الطيران السابق، الذي يكمل بعد شهرين 76 عاماً، سيكون خصماً قوياً في المنافسة على الرئاسة. في موازاة ذلك، كثف مؤيدو الرئيس عبدالفتاح السيسي حملاتهم لدعم ترشحه لولاية ثانية، وسط ترقب لبدء الهيئة «الوطنية للانتخابات»، التي سيوكل لها الإشراف على الاستحقاق، عملها وتحديد مواعيد لإجراءات الاستحقاق والذي يتوقع الإعلان عنها مطلع السنة. وكانت القبائل العربية أعلنت في مؤتمر عقد أول من أمس انضمامها إلى حملة تأييد «السيسي رئيساً»، ونظم المؤتمر ائتلافاً يطلق على نفسه «حب الوطن» والذي يضم مجموعه من الأحزاب والسياسيين، وأعلن رئيسه البرلماني محمد وهب الله في كلمته انضمام ممثلين عن القبائل العربية إلى الائتلاف الذي يضم نواباً في البرلمان والاتحاد العام لنقابات عمال مصر برئاسة النائب جبالي المراغي واتحاد نساء مصر واتحاد شباب مصر والنقابة العامة للفلاحين. وأكد وهب الله أهمية الدور الكبير الذي تلعبه القبائل العربية في تنمية المجتمع باعتبارها جزءاً أساسياً في المجتمع ونسيجاً قومياً عربياً، معرباً عن أمله في ضم أكبر عدد من القبائل العربية إلى الائتلاف الذي يهدف في شكل أساسي إلى بناء الوطن ودعم مؤسساته لتحقيق التنمية والتقدم المنشود في مصر. وشدد على أن الائتلاف عمل مجتمعي ليست له أيديولوجية سياسية للوقوف مع الوطن ومصر وأحد أهدافه الرئيسة هو تجميع المصريين حباً في الوطن، كما شدد على ضرورة التكاتف من أجل مصلحة الوطن والعمل في كل مدينة وقرية وزمام بالتعاون مع كل الجهات الوطنية الفاعلة في المجتمع. ودعا وهب الله القبائل العربية الى الانضمام للائتلاف، واقترح أن يتم تنظيم مؤتمر موسع في الإسكندرية خلال الفترة المقبلة لإعلان ضم القبائل مرحباً بمشاركة المجلس الأعلى للقبائل العربية في الائتلاف. وأعلن عضو المجلس الأعلى للقبائل العربية سيد سالم «الوقوف خلف الرئيس السيسي... نؤيده حتى النهاية في كل قراراته»، موضحاً أن في مصر 180 قبيلة تؤيد الدولة وتنسق معها في كل الأمور، من خلال المجلس الأعلى للقبائل العربية وتقف صفاً واحداً مع الجيش ورجاله الذين أنقذوا مصر، وتحترم الشرطة المصرية التي استشهد رجالها لتوفير الأمن للشعب. وقال عضو الهيئة العليا للائتلاف الناطق باسم قبيلة الخوالد علي صادق: «إن عدداً من القبائل العربية يعلن اليوم انضمامه في شكل رسمي الى الائتلاف الذي يمارس عمله التنموي بعيداً من الحزبية أو السياسة»، مشدداً على أن القبائل العربية لا تسيس وليس لها حساب سوى مصلحة الوطن عبر دعم مؤسساته الوطنية والعمل على تنمية المجتمع.