لم تمضِ دقائق على طلب قطر بدء حوار مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، حتى عادت وحورت فحوى الاتصال الذي أجراه أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في الساعات الأولى من صباح أمس. وفي تصعيد لحملة البحرين على قطر، وصف وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في تغريدة على «تويتر» أمير قطر ب «المنافق الذي لا يصدق في وعد له». وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن المملكة «تعلن تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر»، مشيراً إلى أن «السلطة القطرية لم تستوعب بعد أن السعودية ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية الاتفاقات والحقائق، وذلك بدلالة تحريف مضمون الاتصال الذي تلقاه ولي العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من إتمامه». وجاء كلام المصدر بعد دقائق من إعلان «وكالة الأنباء السعودية» أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلقى أول من أمس (الجمعة)، اتصالاً هاتفياً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، «أبدى خلاله رغبته في الجلوس إلى طاولة الحوار ومناقشة مطالب الدول الأربع، بما يضمن مصالح الجميع». وأضافت الوكالة أن ولي العهد رحب برغبة الشيخ تميم، مؤكدة أنه سيتم إعلان التفاصيل لاحقاً، بعدما تنتهي السعودية من التفاهم مع الإماراتوالبحرين ومصر. وبعد دقائق من إعلان البيان السعودي بثت قناة «الجزيرة» نقلاً عن «وكالة الأنباء القطرية» أن اتصالاً هاتفياً جرى بين أمير قطر وولي العهد السعودي بتنسيق من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأضافت أنه جرى خلال الاتصال بين ترامب وأمير قطر بحث آخر التطورات المتعلقة بالأزمة الخليجية في ظل مساعي دولة الكويت لحلها عبر الطرق الديبلوماسية، ومن طريق الحوار بين جميع الأطراف لضمان أمن واستقرار المنطقة. وذكرت أن الاتصال بين أمير قطر وولي العهد السعودي أجري بناءً على طلب من الرئيس الأميركي. وأشارت إلى أن الطرفين اتفقا على ضرورة حل الأزمة الخليجية من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار لضمان وحدة دول مجلس التعاون الخليجي واستقرارها. وزعمت أن أمير قطر وافق على طلب ولي العهد السعودي تكليف مبعوثين من كل دولة لبحث الأمور الخلافية بما لا يتعارض مع سيادة الدول. وعلى الأثر، عادت السعودية لترد على الادعاء القطري، على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية وجاء في الرد «إن ما نشرته وكالة الأنباء القطرية لا يمت للحقيقة بأي صلة، وإن ما تم نشره هو استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق، ويدل في شكل واضح على أن السلطة القطرية لم تستوعب بعد أن السعودية ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية للاتفاقات والحقائق، وذلك بدلالة تحريف مضمون الاتصال الذي تلقاه ولي العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من إتمامه». وقال المصدر إن الاتصال كان بناءً على طلب قطر الحوار مع الدول الأربع حول المطالب. وأضاف: «لأن هذا الأمر يثبت أن السلطة في قطر ليست جادة في الحوار ومستمرة في سياستها السابقة المرفوضة، فإن المملكة العربية السعودية تعلن تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها في شكل علني، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به، وتؤكد المملكة أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار». إلى ذلك، أكد البيت الأبيض في بيان أمس أن الرئيس الأميركي أجرى اتصالات منفصلة مع قادة السعودية والإماراتوقطر، وشدد على أهمية الوحدة بين شركاء أميركا العرب للتصدي لتهديد إيران. وقالت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير محمد بن سلمان تلقى اتصالاً هاتفياً من ترامب، تم خلاله «استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتطورات الأحداث في المنطقة والعالم». كما أكدا ضرورة التزام جميع الدول بالالتزامات التي تعهدت بها في قمة الرياض الرامية إلى هزيمة الإرهاب وتمويله ومكافحة الفكر المتطرف، مشددين على ضرورة تعزيز أمن المنطقة وعلى خطورة النظام الإيراني. وأكد الطرفان خلال الاتصال عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتعزيزها لما فيه خدمة الشعبين الصديقين. وكان لافتاً أمس تصريح الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني الذي عبّر فيه عن سعادته باتصال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وكتب في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أول من أمس، سعدت بطلب الشيخ تميم الجلوس مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحل الأزمة الراهنة بين قطر والدول المقاطعة، إلا أنه عاد وقال: «وحزنت لما آلت إليه الأمور».