أحكمت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً، الخناقَ أمس في مدينة الرقة على تنظيم «داعش»، وذلك بالتقاء عناصرها المتقدمة على المحورين الشرقي والغربي في المدينة وتشكيلها كماشةً حول التنظيم للمرة الأولى منذ بدء حملتها ضده في السادس من حزيران (يونيو) الماضي. وشن «داعش» هجوماً مضاداً على القوات النظامية السورية في بادية حمص سقط فيه عشرات القتلى والجرحى من الجانبين (للمزيد). وقال الكولونيل في الجيش الأميركي ريان ديلون في تغريدة على «تويتر»، إن «قوات سورية الديموقراطية» حققت اتصالاً «على محوري الشرق والغرب» في الرقة، وهي تواصل ضغطها على «داعش». وأكد مدير المركز الإعلامي ل «قسد» مصطفى بالي، أن «القتال يدور من غرفة إلى أخرى ومن منزل إلى آخر»، وقال إن عناصر «قسد» المتقدمة من جانبي المدينة التقت. وفي اتصال هاتفي معه في شمال سورية، قال بالي إن عناصر «قسد» تواجه صعوبة في تقدمها، لحرصها على تجنب إصابة المدنيين الذين يتخذهم «داعش» دروعاً بشرية. وفي تغريدة على «تويتر»، وصف المبعوث الأميركي عن التحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك، التقاء مقاتلي «قسد» من المحورين بأنه «علامة طريق» تُحكم الخناق على رقبة «داعش». من جهة أخرى، شهدت بادية حمص الشرقية التي تقدمت فيها القوات النظامية خلال الأسابيع الماضية على حساب «داعش» عمليات عسكرية عنيفة امتدت على جبهة تترواح طولاً بين 50 و300 كيلومتر من مدينة حمص، نفذها «داعش» مستعيناً بعربات مفخخة وانتحاريين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مجموعات من التنظيم نفذت هجوماً مضاداً نحو مدينة السخنة التي سيطرت عليها القوات النظامية ليل الخامس من آب (أغسطس) الجاري. وتسبّب هذا الهجوم في مقتل 63 على الأقل من عناصر القوات النظامية بينهم 14 ضابطاً خلال 3 أيام من القتال في محيط صوامع تدمر ومحيط المحطة الثالثة ومنطقة حميمة ومحيط مدينة السخنة وريف جب الجراح. وفي المقابل، ارتفع إلى 46 عدد عناصر التنظيم الذين وثّق «المرصد السوري» مقتلهم أيضاً في المعارك ذاتها، من ضمنهم 16 على الأقل ممّن فجّروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، كما تسبب القتال في وقوع عشرات الجرحى من الجانبين. وكان التنظيم سحب جثث 6 عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، ونشرهم في مدينة البوكمال، وأعدم عنصراً من القوات النظامية بعد أسره في منطقة حميمة عند الحدود الشرقية لحمص مع محافظة دير الزور. وتتواصل المعارك بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين عناصر «داعش» بعد استعادة القوات النظامية أول من أمس السيطرة على قريتي الصالحية والطرفاوي. إلى ذلك، أعلنت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أمس، أن أكثر من 600 ألف مشرد سوري عادوا إلى ديارهم هذه السنة، محذّرة في الوقت ذاته من أن الموقف في سورية لا يزال «غير مستقر».