«سينما في مخيم دعوي»؟ عبارة قد تبدو غير منطقية، لكنها حقيقة! في ملتقى «شباب الخبر»، الذي ينظمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في الخبر، استقطبت قاعته «السينمائية» عشرات الشبان الذين تسمّروا أمام شاشتها، ينظرون بتركيز وإنصات إلى فيلم يعرض عليها. وتتناول الأفلام المعروضة مواضيع مختلفة، مثل: المحافظة على الصلاة، وبر الوالدين، والتوحيد، والتفحيط، وقيمة الصحة، وغيرها. واعتبر زوار المخيم أن «السينما» قد تكون آخر «المحرمات» التي تجاوزها المتشددون، بعد أن شنوا عليها خلال الفترة الماضية، «حرباً ضروساً». إلا أنهم قرروا اللجوء إليها، والاستفادة منها، مذكرين بمواقفهم من تقنيات أخرى وقفوا ضدها، ثم سرعان ما جيروها لمصلحة نشاطهم، مثل أطباق التقاط بث القنوات الفضائية، و«البلوتوث»، و«الموبايلات» المزودة بكاميرات. وتعامل القائمون على الملتقى ب«مرونة» مع رغبات الشباب، في محاولة «لإظهار مدى سماحة هذا الدين، بعيداً عن أي دعوة قد تشوش فكرهم في رسم صورة غير صحيحة عن المتدين المعتدل». وتم تخصيص قاعة في الخيمة الشبابية أطلق عليها «هداية يوتيوب»، مُجهزة ب«أحدث الوسائل التقنية، وتتسع ل30 شخصاً، وتعرض كل يوم فيلماً مختلفاً». وقال مدير غرفة سينما «هداية يوتيوب» محمد الشهري، ل«الحياة»: «قمنا بجمع نحو 400 مقطع من الموقع الاجتماعي الشهير «يوتيوب»، وقمنا بعملية مونتاج لها، بما يتوافق مع الضوابط الشرعية، ثم أدخلنا عليها رسائل وتوجيهات ومقاطع خاصة لأحد الدعاة، تتناول الموضوع المطروح في هذا الفيلم».