لأنها تمثل طموحاتهم الكبيرة، رسمت البطولة الآسيوية البسمة على شفاه جماهير الاتحاد والهلال بعد تأهل فريقيهما لدور الثمانية في نهاية الموسم، على رغم تعثرهما محلياً وخروجهما من دون تحقيق منجزات تذكر. «العميد»، الذي بدأ موسمه في حال مختلفة عن نهايته، عانى من مشكلات إدارية قبل المشكلات الفنية، إذ انقسمت الجماهير تجاه إدارة الرئيس محمد الفايز ونائبه عادل جمجوم، وبعد أن استجاب الفايز لمطالب الجماهير بالاستقالة وترجل عن منصبه، استمرت الإدارة ذاتها برئاسة عادل جمجوم قبل انتخاب إبراهيم البلوي رئيساً جديداً للنادي، إلا أن الخلافات الإدارية استمرت نظراً إلى استمرار أعضاء مجلس إدارة الفايز، حتى صدر قرار من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بحل المجلس، وهو القرار الذي وجده كثير من الاتحاديين قراراً صائباً لمصلحة الاتحاد. المشكلات لم تقف عند ذلك، بل إن الجهاز الفني للفريق «الأصفر» طاولته رياح التغيير أربع مرات، إذ أشرف في البداية الإسباني بينات، ومن بعده المصري عمرو أنور، ومن ثم الأوروغوياني خوان فريزيري، ليستقر الاتحاديون أخيراً على المدرب خالد القروني الذي استعاد «النمور» معه شيئاً من بريقهم، وتحديداً في دوري أبطال آسيا والانتصار الثمين على فريق الشباب، إذ أعطاهم ذلك الفوز روحاً مختلفة مع نهاية الموسم ورفع سقف الطموحات. أما في البيت الهلالي، فإن الأمنيات كانت كبيرة مع بداية الموسم، وكعادة «الزعيم» ظهر منافساً قوياً على كل البطولات المحلية، إلا أنه خسرها في الرمق الأخير، لكن الحلم الآسيوي فاق كل الأمنيات، وأعطى الهلاليين فرصة التنفس بعد التعثر المحلي، فالرغبة «الزرقاء» الجامحة في عودة فريقهم بطلاً للقارة الصفراء لم يجعل من خسارة بطولات محلية معضلة كبرى. ومع المدرب سامي الجابر، آخر من قاد الهلال إلى البطولة المنشودة لاعباً، قدم «زعيماً» مختلفاً في المحفل القاري، حتى إن الكثيرين بات يُرى أكثر أندية آسيا تتويجاً بوجهه الجميل السابق في المسابقة الكبيرة، إذ نجحت «فرقة سامي» في تحقيق انتصارات مقنعة وبأرقام كبيرة، علاوة على جماهير رسمت العشق في المدرج الهلالي الكبير فأنتجت لوحات ستبقى خالدة في الذاكرة، كل شيء بدا مختلفاً ل«الزعيم» في آسيا، فالفرح يشع، والفريق ينطلق نحو الحلم بخطى ثابتة، والعراب الأول اسمه سامي الجابر، والسلاح الأقوى كان ناصرالشمراني صاحب الأهداف السبعة بوصفه ثاني أفضل هداف في البطولة حتى الآن، والكلمة دائماً لعشاق يربك هديرهم كل الخصوم.