ينتصر ثلاث مرات على الأقل من كل سبع مباريات يخوضها، ولا يتعثر بالخسارة في بطولة مرتين متتاليتين، ويرسم البسمة على شفاه عشاقه في معظم مواجهاته مهما فعلت به الظروف، هكذا بدت أرقام الهلال هذا الموسم، أو على الأقل خلال اللقاءات ال21 الأخيرة التي لعبها على أربعة أصعدة؛ الدوري وكأس ولي العهد ومسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين ودوري أبطال آسيا. «الزعيم» الذي يسيل لعابه للذهب «القاري»، تقدم خطوة جديدة في الاستحقاق الأصعب، طارقاً باب البطولة كما يفعل كل عام لعله هذه المرة تفتح له الأقفال الموصدة عقداً من الزمن أو يزيد، فكل ما تحتاج إليه «فرقة سامي» اليوم تجاوز سبع مباريات قبل أن ينصب بطلاً ل«القارة الصفراء»، الأمر ربما يكون بالغ الصعوبة، فالحدث الذي يراه البعض مستعصياً، يلمسه آخرون طموحاً مغايراً في المقاتلين «الزرق» من شأنه أن يرسم الحلم في لوحة الواقع. قبل أشهر تفوق الثلاثة واجه الهلال سبعة اختبارات في مسابقة الدوري أمام كل من طرفي القصيم التعاون والرائد، وقطبي «العروس» الاتحاد والأهلي، إضافة إلى الفيصلي والعروبة، والهابط أخيراً الاتفاق، ونجح في تجاوز ست منها، وتعادل مرة واحدة. وفي شق آخر من الموسم، لعب سبع مباريات في أربع جبهات، في المرحلة الأكثر صعوبة هذا العام ل«هلال سامي»، إذ التقى غريمه التقليدي النصر في نهائي كأس ولي العهد، ثم اتجه لمقابلة جاره العاصمي الشباب، ليلتقي نجران، ومن بعده يضرب موعداً آخر مع النصر، وكل ذلك في دوري عبداللطيف جميل، لينتقل في مهمة إلى كأس خادم الحرمين الشريفين ويواجه الزلفي، وفي البطولة الأهم دوري أبطال آسيا جمعه النزال بالأهلي الإماراتي وسباهان الإيراني، وكانت المحصلة هي الأقل، بعد الطريق الوعرة، والمنافسات المحتدمة، فخرج الهلال بثلاثة انتصارات ومثلها من الهزائم، إضافة إلى تعادل وحيد. أما المرحلة الأخيرة فهي التي تلاعبت بمشاعر الهلاليين، إذ لم تكن المباريات السبع كسابقاتها على الإطلاق، فمصير «أزرقهم» معلق ببطولتين، فإما أن يعانق الذهب كما اعتاد «الزعيم» من طريق إحداهما، وإما المغادة من دون «الفرحة» الموسمية التي يتنفسها الهلال، المنافسة حتى آخر رمق في الدوري صفة اتسم بها هذا الأخير عندما التقى الشعلة ثم النهضة، وآخراً الفتح، ووجد الشباب مجدداً في طريقه وهذه المرة تحت مظلة كأس خادم الحرمين الشريفين، واستضاف السد وسباهان، وشد الرحال إلى دبي لمقابلة الأهلي الإماراتي عبر دوري أبطال آسيا، أما النتائج ففوز في خمس مناسبات، وخسارة وحيدة أخرجته خالي الوفاض من البطولات المحلية، وتعادل كان الأجمل طيلة هذا الموسم. «المباريات السبع» لاتقف حائلاً بين الهلال وبين الانتصار، وهذا ما تعززه الأرقام، وفي يومنا هذا فإن «المتوج الأكثر آسيوياً» في حاجة إلى تجاوز سبع محكات على المستوى القاري ستمنحه حلماً طالما داعب مخيلة كل محبٍ للهلال، وربما ذلك ليس ببعيد عن فريق يضم شغوفاً مثل المدرب سامي الجابر الذي تفوق على كبار في عالم التدريب، والمثال ينطبق على الروماني أولاريو كوزمين، وطموحاً كما هو المهاجم ناصر الشمراني الذي اعتلى قائمة الهدافين، وضابط إيقاع مثل البرازيلي تياغو نيفيز الذي وضع بصمته قبل الإصابة بأهداف ثلاثة، ومن خلفهم جماهير تقاسمهم الحلم، وتزيد جمالهم جمالاً في مدرج بات محطاً للأنظار الآسيوية.