بروفاري (أوكرانيا) - أ ف ب - توارت الممرضة الأوكرانية التي كانت ترافق دائماً الزعيم الليبي معمر القذافي الاثنين عن الأنظار في منزلها القريب من كييف متجنبة أي اتصال بوسائل الإعلام وذلك بعد عودتها من ليبيا حيث عاشت تسع سنوات. وأمام منزل غالينا كولوتنيتسكا في ضواحي مدينة بروفاري الصغيرة التي تبعد نحو 30 كلم عن كييف يقف نحو عشرة صحافيين يرتجفون من البرد مع تدني الحرارة إلى عشر درجات تحت الصفر، على أمل الحصول على تصريح منها. ومع نزع الجرس أخذ الصحافيون يطرقون بقوة على باب الشقة الواقعة في الدور الأرضي من بناية من أربعة طوابق تعود الى العصر السوفياتي، لكن أحداً لم يرد عليهم. وفي النهاية خرجت تتيانا إبنة الممرضة من الشقة إلى الشارع المغطى بالثلوج متجهة سريعاً إلى متجر قريب لحقها إليه الصحافيون. وقالت هذه الشابة الشقراء ذات العشرين ربيعاً: «أرجوكم، حاولوا أن تتفهموا الوضع. والدتي مرهقة جداً الآن. يجب أن ترتاح قليلاً». وعلى رغم رفضها الاجابة على الاسئلة المتعلقة بوالدتها لمّحت إلى أنها قد توافق على الحديث إلى الصحافيين في وقت لاحق، قبل أن تهرول عائدة الى المنزل. وقد وصلت غالينا كولوتنيتسكا إلى كييف الأحد في طائرة أجلت نحو 180 شخصاً من ليبيا التي تشهد حركة احتجاج غير مسبوقة على نظام القذافي الذي يحاول قمعها باساليب دموية. وكانت ممرضة القذافي ذات «الجسد المثير» بحسب ما وصفها الصحافيون خلال تنقلاتها مع الزعيم الليبي، قالت الأحد لصحيفة سيغودنيا الاوكرانية اثناء قيامها بشراء بعض الاغراض بصحبة والدتها ايرينا: «لا تزعجوني فأنا في حالة ...». أما والدتها فقد صاحت في وجه الصحافيين «غاليا (تصغير غالينا) لن تقول لكم أي شيء! اغربوا كلكم عن وجهنا!»، كما ذكرت صحيفة كومسومولسكايا برافدا الشعبية. وأضافت ساخطة: «لقد افتريتم على ابنتي وشهّرتم بها بالقول انها كانت عشيقة للقذافي! الشيء الوحيد الذي سأقوله لكم هو أن غاليا لن تعود ابداً الى ليبيا». وكانت ابنة الممرضة قالت الاسبوع الماضي لصحيفة سيغودنيا ان والدتها صدمت برؤية اعمال العنف في ليبيا. وأشارت برقيات لديبلوماسيين في طرابلس تعود الى عام 2009 كشفها موقع ويكيليكس إلى ان القذافي لا يسافر إلا وبرفقته كولوتنيتسكا. وجاء في إحدى هذه البرقيات أن الزعيم الليبي «يعتمد منذ سنوات على ممرضته الاوكرانية غالينا كولوتنيتسكا التي يصفونها بالشقراء المغرية القوام»، مضيفة «انه لا يستطيع السفر من دونها». وأشارت البرقية إلى أن «بعض الاتصالات الديبلوماسية تؤكد وجود علاقة بين القذافي وغاليانا»، مضيفة أن «مسؤولاً سياسياً أوكرانياً أكد أن ممرضات اوكرانيات يسافرن في كل مكان مع الزعيم».