تستعد إسطنبول لاستقبال أكبر تجمع للقيادات الإسلامية وممثلين عن الجماعات الإسلامية من كلّ أنحاء العالم، للمشاركة في تشييع الزعيم الإسلامي ورئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان الذي سيوارى الثرى في مقبرة العائلة، بعد أن يُصلى على جثمانه في جامع الفاتح. وأعلن مصدر تركي أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل سيشارك في الجنازة، إلى جانب زعماء إسلاميين من ماليزيا وأندونيسيا وباكستان وأوروبا ودول عربية. كما أرسلت الحكومة المقالة لحركة «حماس» في قطاع غزة رسالة تعزية للشعب التركي ب «فقدان الزعيم الإسلامي والمفكر الكبير». وأعلن فاتح أربكان النجل الأكبر لرئيس الوزراء الراحل، استمرار مسيرة تيار «النظرة القومية» الذي يُطلق على تيار الإسلام السياسي الذي أسسه أربكان في تركيا، في أشارة إلى أنه سيخلف والده في قيادة التيار وزعامة «حزب السعادة» أيضاً. في غضون ذلك، كشف الصحافي فهمي شالموك، المقرب من أربكان، بعض خفايا صراعه مع الجيش خلال الاجتماع الشهير لمجلس الأمن القومي في 28 شباط (فبراير) 1997، والذي أطاحت قراراته حكومة اربكان وسمعته بوصفها قيادياً إسلامياً، بعدما اضطر إلى قبول مطالب العسكر ضد الحركات الإسلامية ومؤسساتها الاقتصادية والحجاب. وذكر شالموك أن أربكان وافق على هذه المطالب ليدرأ مطالب اكثر صعوبة وخطراً، إذ أكد أن الجيش طالب برفع الأذان باللغة التركية وإغلاق كلّ مدارس الأئمة والخطباء، معتبراً أن أربكان جنّب تركيا، بخضوعه لبعض المطالب، حمام دم لو أن أتباعه نزلوا إلى الشوارع حينذاك. وقطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارته إلى أوروبا، من أجل حضور تشييع اربكان. وخلال لقائه مهاجرين أتراكاً في دوسلدورف بألمانيا، قال اردوغان: «نرى بكثير من القلق عداء الأجانب في بعض الدول الأوروبية، خصوصاً ألمانيا. نطلب من المسؤولين السياسيين خصوصاً وسائل الإعلام، عدم تأجيج هذا الشعور». واعتبر أن «معاداة الإسلام جريمة في حق الإنسانية، تماماً مثل معاداة السامية»، مضيفاً: «أريد أن يتعلم الجميع اللغة الألمانية وأن يحصلوا على افضل مستوى تعليم. أريد أن يكون الأتراك حاضرين على كل المستويات في ألمانيا، في الإدارة والسياسة والمجتمع المدني». وزاد: «نعم للاندماج، لكن لا للاستيعاب. يجب ألا ينتزعنا أحد من ثقافتنا». على صعيد آخر، أنهى متمردو «حزب العمال الكردستاني» المحظور هدنة أعلنوها في آب (أغسطس) الماضي، منددين بانعدام الحوار مع الحكومة قبل الانتخابات الاشتراعية المقررة في حزيران (يونيو) المقبل. وورد في بيان لقيادة الحزب نشرته وكالة أنباء «فرات» الناطقة باسم المتمردين: «وقف إطلاق النار الذي أُعلن في 13 آب، لم يعد له معنى بسبب سياسة الحكومة الرامية إلى تجاهل حقوق الأكراد والقضاء عليهم. حزب العدالة والتنمية الحاكم مسؤول بالتأكيد عن انتهاء عملية وقف المعارك».