دبي، لندن - رويترز - اقتربت أسواق العملة السعودية امس من أدنى مستوياتها في سنتين مجدداً، بعدما تأثرت بتحوط المستثمرين من الاضطرابات في عُمان. وكانت بلغت المستوى المتدني ذاته الشهر الماضي في ظل ثورة مصر التي أطاحت الرئيس حسني مبارك. وارتفعت عقود الريال السعودي لسنة إلى 50 نقطة من 30 إلى 40 نقطة في إغلاق الجمعة الماضي، لكنها لا تزال أقل من مستوى 70 نقطة الذي سجلته خلال الاحتجاجات في مصر أواخر الشهر الماضي، وهو الأعلى منذ كانون الثاني (يناير) 2009. وتنطوي زيادة عدد النقاط المحسوب في السعر الآجل على تراجع نسبي للريال على مدى الفترة. ويشير المستوى المرتفع أمس من -83 نقطة لعقد الشراء قبل الاضطرابات في مصر إلى تراجع نسبته 0.1 في المئة في العملة السعودية على مدى السنة المقبلة. وتربط السعودية سعر عملتها بالدولار عند 3.75 ريال للدولار. وقال متعاملون إن العقود الآجلة للريال العماني متداولة عند نحو -10 نقاط أمس، ارتفاعاً من -70 قبل بدء الاضطرابات، وهو ما ينبئ حتى الآن بارتفاع طفيف للعملة على مدى الأشهر ال 12 المقبلة. وعانت الأسهم الخليجية، إذ تراجعت السوق السعودية إلى مستوى منخفض جديد في تسعة شهور. وارتفعت أيضاً في الأسابيع الأخيرة تكاليف التأمين على الديون في أنحاء أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم. لكن متعاملين استبعدوا أن ترتفع العقود الآجلة للعملات الخليجية أكثر من ذلك في المدى القصير لوجود مقاومة عند المستويات الحالية بشرط عدم تفاقم الوضع السياسي الإقليمي. وفي لندن، حام الدولار قرب أدنى مستوى في ثلاثة أشهر امس، متأثراً بتوقعات بأن مخاطر ارتفاع أسعار النفط على النمو ستبقي السياسة النقدية الأميركية ميسرة على العكس من التوقعات لسياسة أكثر تشدداً من بنوك مركزية رئيسة أخرى. وظل الفرنك السويسري قوياً بفضل سمعته كملاذ آمن في ظل التوترات المستمرة في ليبيا ومخاوف من امتدادها. وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية، مقابل سلة عملات رئيسة 0.2 في المئة إلى 77.120 نقطة. ومن شأن نزوله عن 76.881 أن يعود بالمؤشر، إلى مستويات منخفضة لم يشهدها منذ أوائل تشرين الثاني (نوفمبر). وتلقى الدولار ضربات عنيفة من ارتفاع أسعار النفط مع قلق المستثمرين من أن الاقتصاد الأميركي سيعاني أكثر من غيره نظراً الى اعتماده الكبير على الإنفاق الاستهلاكي من أجل النمو. أما اليورو فارتفع نحو 0.1 في المئة إلى 1.3761 دولار، مقترباً بذلك من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع 1.3837 دولار الذي سجله الجمعة الماضي. وقال محللون فنيون إنه ينبغي اختراق أعلى مستوى لليورو منذ مطلع العام عند 1.3862 دولار لاكتساب قوة دفع جديدة. لكن العملة الموحدة قد تتعرض أيضاً لعمليات بيع لجني الأرباح، إذ تظهر أحدث بيانات قيام المضاربين بتعزيز رهاناتهم على ارتفاع اليورو الى أعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) في الأسبوع المنتهي في 22 شباط (فبراير).