يعقد العشرات من الشخصيات الاعتبارية ورجال الفكر والأكاديميا وناشطون سياسيون ومدنيون في إسرائيل اجتماعاً في تل أبيب بعد أسبوعين لدرس فكرة تشكيل حزب «ديموقراطي – اشتراكي» جديد يملأ الفراغ الذي خلّفه تراجع شعبية حزب «ميرتس» اليساري والانقسام في حزب «العمل» المحسوب على يسار الوسط بعد انسلاخ زعيمه وزير الدفاع ايهود باراك وأربعة نواب آخرين عن الحزب وتشكيل حزب جديد أعلن ولاءه الكامل للحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتانياهو. ويقود المبادرة أحد مؤسسي حركة «سلام الآن» اليسارية، الناشط سابقاً في حزبي «ميرتس» و «العمل» نفتالي راز الذي يعمل على إقناع زعيم «العمل» السابق عمرام متسناع بقيادة الحزب الجديد، لكن الأخير لم يحسم موقفه بعد، علماً أنه انسحب من الحياة السياسية بعد عام على تزعمه الحزب وخسارته الانتخابات العامة أمام زعيم «ليكود» السابق آرييل شارون. وبين الشخصيات التي ستشارك في الاجتماع التأسيسي أدباء معروفون مثل عاموس عوز والمسرحيّ يهوشوع سوبول وعدد من الحائزين على «جائزة إسرائيل»، منهم الأساتذة الجامعيون غابي سلومون وبيها بلهايم وحايم الداد وزئيف شطرنهل والمخرج رام ليفي. كذلك تضم المجموعة التأسيسية رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً اللواء في الاحتياط شلومو غازيت واللواء في الاحتياط أفيعيزر يعاري وبن عامي غوف، ومؤسس حركة «اليسار القومي» المحامي الداد ينيف وناشطون في العمل الاجتماعي والمجتمع المدني، وابنة الرئيس الإسرائيلي الدكتورة تيفيا فلدان (بيريز) ورئيس مركز بيريز للسلام رون بونداك. ويقول مؤسس الحزب الجديد نفتالي راز إن الهدف من تشكيله هو إقامة حزب وسطي – يساري يقوم على مبادئ السلام والعدالة الاجتماعية والمساواة والتعليم والسياسة النظيفة. وأضاف أنه يحاول منذ فترة إقناع متسناع بتزعم الحزب الجديد، مضيفاً أن الأخير أبدى دعمه المبادرة لكنه لم يلتزم بعد المشاركة الفاعلة فيها. وأبدى راز تفاؤلاً بإمكان نجاح الحزب الجديد في احتلال مكانة مرموقة في الساحة الحزبية في إسرائيل وخلق معارضة كبيرة وقوية (للحكومة الحالية) تكون قادرة على التنافس على الحكم. وأقر بأن الحزب سيعرف النجاح الكبير في حال استجاب متسناع لاقتراح تزعمه، «لكن في كل الأحوال، سينشأ الحزب الجديد وسيجذب آمالاً كثيرة من اتجاهات مختلفة، والأمر الأكيد أن الحزب لن يختفي عن الساحة». وأوضح متسناع أنه لم يقرر بعد إذا ما كان سيشارك في الاجتماع التأسيسي، وقال إنه يدرس خطواته وسيتخذ القرار «في الوقت المناسب». ويسوغ الأستاذ الجامعي البرفيسور زئيف شطرنهل انضمامه للمبادرة الجديدة بوجوب تأسيس حزب ينهي الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية ويدعم إقامة دولة فلسطينية «لأن استمرار الاحتلال سيخلق دولة أبرتايد أو يقضي على إسرائيل كدولة ذات غالبية يهودية تتمتع بالسيادة». وتابع أن شرائح واسعة تتبرأ من العنصرية التي يغذيها اليمين في المجتمع الإسرائيلي، كما تزداد قناعتها بأن الليبرالية الاقتصادية الجديدة هي وصفة لكارثة اجتماعية ستقود حتماً إلى انهيار اقتصادي. تظاهرة ضد العنصرية في السياق نفسه (أ ف ب)، تظاهر نحو ألفي اسرائيلي مساء اول من امس وسط القدسالغربية «رفضاً للعنصرية» بعد مقتل فلسطيني ودعوات حاخامات الى عدم تأجير شقق لعرب. وحمل المتظاهرون، وهم بنسبة كبيرة من الشبان، لافتات منددة بالعنصرية، وذلك تلبية لدعوة مجموعات يسارية مختلفة. وطالبوا بتنحي رئيس الوزراء ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان زعيم الحزب القومي «اسرائيل بيتنا»، المتهمين بإثارة جو من الكراهية للأجانب. واعتلى حسين الرويدي والد الشاب الفلسطيني حسام الرويدي (24 سنة) الذي قتل بطعنات سكين مطلع شباط (فبراير)، منصة التجمع، مندداً بمقتل ابنه، ومطالباً بمعاقبة «المذنبين فقط» وليس جميع الاسرائيليين. واعتقلت الشرطة الاسرائيلية اربعة شبان يهود، من بينهم مستوطنان بشبهة ارتكاب هذا الاعتداء المعادي للعرب. وبحسب احد جيران الضحية، فإن الرويدي تعرض لهجوم من دون اي دافع لدى عودته من عمله في السوق الرئيسية في القدسالغربية.