قالت «دانة غاز»، التي تستثمر في كردستان العراق، إن من المنتظر أن يشهد الإقليم زيادة كبيرة في إنتاج الغاز في أعقاب تسوية نزاع قضائي مع مطورين يتطلعون الآن إلى الإفادة بشكل كامل من إمكانات الموارد الطبيعية الكبيرة في المنطقة. وتوصلت حكومة كردستان الأسبوع الماضي إلى تسوية لدعوى قضائية مع تحالف «بيرل»، إذ ستدفع لأعضائه بليون دولار. و«دانة غاز» و«نفط الهلال» هما أكبر مساهمين في التحالف الذي يضم أيضا «أو.إم.في» النمساوية و«إم.أو.إل» المجرية و«آر.دبليو.إي» الألمانية. وأبرم التحالف اتفاق مدته عشر سنوات مع حكومة كردستان لتطوير حقلي خور مور وجمجمال للغاز، وهما من أكبر مكامن الغاز في العراق، باحتياطات قدرها 17 تريليون قدم مكعبة، وهو ما يكفي لتلبية حاجات أوروبا بأكملها لعام واحد، وموارد تقدر ب75 تريليوناً. وكان تحالف «بيرل» رفع دعوى قضائية ضد حكومة كردستان في شأن مستحقات إنتاج سوائل الغاز إضافة إلى مدفوعات متأخرة لتطوير الحقول، لكن تم التوصل إلى تسوية بعد نزاع استمر فترة طويلة في محكمة بلندن. وقال العضو المنتدب لمجلس إدارة «دانة غاز» مجيد جعفر، ل«رويترز» إن التحالف سيزيد مستويات إنتاجه من الحقول إلى أكثر من الضعف في إطار التسوية. وأضاف أن الإنتاج سيزيد من 330 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً حالياً إلى 800 مليون، أو ثمانية بلايين متر مكعب سنوياً. وستكون تلك الكمية كافية لتلبية الحاجات السنوية لدولة في حجم النمسا. وذكر جعفر، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي ل«نفط الهلال»، أن تلك الزيادة، التي ستكتمل في غضون عامين، قد تكون البداية فقط. ومضى قائلاً: «هذه فقط المرحلة التالية. تلك الحقول قد تنتج أعلى من ذلك بمرات عدة». وقال إنه مع إضافة مناطق وأنشطة جديدة للتنقيب، فربما ترتفع الاحتياطات ثلاث إلى خمس مرات من 17 تريليون قدم مكعبة حالياً، بينما قد يزيد الإنتاج ليصل إلى خمسة إلى ستة بلايين قدم مكعبة يومياً. وأضاف «لدينا التزام بتعظيم قيمة الموارد لكردستان والعراق. ونحتاج أولاً وأخيراً لتلبية حاجات الطلب المحلي. لكن توجد أيضاً احتياطات كافية للتصدير». وجاءت التسوية كدليل جديد على قيام حكومة كردستان بضبط ماليتها العامة قبيل استفتاء هذا الشهر حول الانفصال عن العراق. وتمكن الإقليم، الذي يعاني أزمة مالية ناتجة من هبوط أسعار النفط، من الحياة على مدى العامين السابقين بفضل مبيعات النفط المستقلة عن بغداد. ويدرس أيضاً البدء في تصدير الغاز. وتعتبر شركات الغاز الأوروبية إقليم كردستان مصدراً محتملاً لتوريد الغاز إلى أوروبا عبر تركيا. وقد تساعد مثل تلك الإمدادات القارة في تقليص اعتمادها على الغاز الروسي. واستثمر تحالف «بيرل» 1.26 بليون دولار في خور مور وجمجمال منذ توقيع الاتفاق مع حكومة كردستان في 2007. وبموجب التسوية، ستدفع حكومة الإقليم 400 مليون دولار توجه إلى مزيد من الاستثمار وتخصص منطقتين جديدتين للكونسرتيوم. وقال جعفر: «تظهر التسوية أمرين: الأول هو أن حكومة كردستان لديها هدف معلن لتسوية الديون مع المستثمرين في أنشطة المنبع، والثاني هو أن العقود قوية وتحظى بالاحترام، وكلاهما مهم للمستثمرين». وذكر أنه يعتقد أن «بيرل» قوي وفي وضع مالي جيد بعد التسوية بما يجعله قادراً على تمويل التوسع. ومضى قائلاً: «تأتي الشركات وتذهب في إقليم كردستان، ومن بينها بعض الشركات الكبرى، لكن مجموعة أساسية من الرواد الأوائل هي التي تقود الإنتاج والنمو اليوم».