في حين تجهد فرق الانقاذ لاخراج جثث العمال واحدة واحدة من منجم سوما الذي شهد انفجارا الثلثاء، يذكّر الخبراء بان تركيا تحمل اسوأ رقم قياسي في عدد الوفيات جراء حوادث العمل في أوروبا. وقتل حوالى 300 شخص في انفجار يرجح انه حدث في محول للتيار الكهربائي في منجم استخراج الفحم وفق حصيلة غير نهائية اعلنها صباح الخميس وزير الطاقة تانر يلديز. وتعتبر هذه اكبر كارثة صناعية في تاريخ البلاد لكنها ليست الوحيدة ففي 1992 لقي 263 شخصا مصرعهم في منجم زونغولداك في شمال العراق. وقال كمال اوزكان ممثل "اندستريال غلوبال يونيون" ومقره في جنيف ان "خلال 73 سنة لقي اكثر من ثلاثة الاف عامل منجم مصرعهم في تركيا"، مضيفاً ان البلاد "تحمل على الارجح أسوأ رقم قياسي لقتلى حوادث المناجم والانفجارات في اوروبا وتحتل المرتبة الثالثة عالميا". وقال الاستاذ الجامعي فهري ارينيل ان "ورشات البناء والمناجم والزراعة هي القطاعات الثلاثة التي يسجل فيها اكبر عدد من الوفيات في تركيا". وشدد كمال اوزكان على ان "من واجب الحكومات ان تحرص على سلامة مواطنيها" مستندا في ذلك الى المعاهدة 176 لمكتب العمل الدولي، التي تخص القطاع المنجمي والتي لم توقعها انقرة. وقبل ثلاثة اسابيع من كارثة سوما المنجمية رفض البرلمان التركي تشكيل لجنة توكل اليها مهمة تفقد شروط السلامة في المناجم، وفق ما افادت وسائل اعلام محلية قالت ان حزب العدالة والتنمية الحاكم رفض اقتراحات المعارضة في هذا الصدد. وما انفكت هذه المعلومات تزيد في تفاقم الغضب لدى قسم من السكان الاكثر استياء من حكومة رجب طيب اردوغان، لكن وزارة العمل نفت تلك الاتهامات مؤكدة ان منجم سوما شهد عملية تفقد في اذار (مارس) ولم تسجل اي مخالفة. وقال الرئيس السابق لغرفة مهندسي المناجم محمد تورون ان "المشكلة تكمن في مدى استقلالية الخبراء المكلفين تقييم المخاطر في تلك المناجم"، مضيفاً "بما ان رواتبهم مدفوعة من الشركات التي عليهم مراقبتها، علينا أن نتساءل حول صحة تلك التقارير"، متابعاً ان "نظريا يتلقى الموظفون تدريبات امنية كل ستة اشهر او مرة في السنة لكن المسألة هي معرفة الى اي حد هم مدربون على مواجهة المخاطر". واكد ايكهان يوكسل من اتحاد مهندسي المناجم ان "عامل المنجم لا يحتاج لشهادة"، معربا عن شكوكه في تلك التدريبات السريعة قائلا ان "بعض الموظفين اميون وأغلبهم لا يحمل اكثر من الشهادة الابتدائية". ومباشرة بعد الحادث دافعت شركة "سوما كومور اسليتميليري" عن نفسها في بيان تحدثت فيه عن "حادث مأساوي". ورد اتحاد النقابات الثورية في تركيا على موقعه من الانترنت بالقول "انه ليس حادث عمل، انها جريمة قتل" داعيا النقابات الاخرى والعمال الى الاضراب والتعبير عن سخطهم من الدولة. ويوجد في تركيا اكثر من سبعة الاف منجم للفحم والرخام والكبريت والنحاس وغيرها، يعمل فيها اكثر من 120 الف شخص.