شدّد الرئيس الصيني شي جينبينغ، على ضرورة أن «تعمل دول مجموعة «بريكس» على تحرير التجارة وفتح الاقتصاد العالمي». وأكد في افتتاح أعمال قمة مجموعة «بريكس» التي تضم البرازيل وروسيا والهندوالصينوجنوب أفريقيا في مدينة شيامن في جنوب شرقي الصين، ضرورة أن «تستكشف دول المجموعة وسائل ابتكار غير مكلفة». وأعلن أن الصين «ترحب بشركات من دول أخرى للاستثمار فيها». ويجتمع قادة دول «بريكس» في الصين في وقت يبحث هذا التكتل للقوى الناشئة الخمس الكبرى، عن مغزى لوجوده في غياب إنجازات عملية حققها. وبنت البرازيل وروسيا والهندوالصينوجنوب أفريقيا، الدول الخمس التي تمثل معاً نحو نصف سكان العالم، التقارب بينها على طموح مشترك، هو التكلم بصوت واحد في عالم تحكمه قواعد اقتصادية وضعها الغرب. لكن يبدو أن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال، في وقت يستعد الرئيس الصيني لاستقبال شركائه اليوم في شيامين (جنوب شرق) لعقد قمة تاسعة. إذ إن التصدع الذي يشهده تكتل الدول الخمس التي تفصل بينها أنظمة سياسية واقتصادية شديدة الاختلاف، لم تكن يوماً بعيداً من الظهور إلى العلن. ولفت محللون إلى أن قلة تماسك المجموعة انكشفت في الأشهر الأخيرة. ورأى الخبير الاقتصادي كريستوفر بالدينغ الاستاذ في جامعة بكين، أن من الصعب «ملاحظة أدنى تماسك بين دول «بريكس»، أي قواسم مشتركة هناك بينها؟». وقال إن هذه الدول «تفعل كل شيء بطريقة مختلفة، سواء اقتصادياً أو تجارياً أو مالياً، لا نرى كيف يمكن أن تتقاطع الأمور بينها». ما هي نقاط التلاقي بين الاقتصاد الصيني الذي يُعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والهند التي تسجل حيوية اقتصادية متصاعدة والدول الثلاث الأخرى التي تعاني من تبعات تراجع أسعار المواد الأولية، ما ينعكس سلباً على صادراتها؟ ولفت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشعب في بكين شي يينهونغ، إلى «عدم إمكان توقع الكثير في مثل هذا الوضع، من قمة سيسعى المشاركون فيها أولاً إلى إخفاء الخلافات بينهم». والإنجاز الملموس الوحيد لمجموعة «بريكس» هو «بنك التنمية الجديد» الذي أنشأته الدول الخمس ليكون بديلاً للبنك الدولي، الذي يُعتبر خاضعاً لسيطرة الغربيين. ومقر «بنك التنمية» الجديد في شنغهاي، حيث يبدو منافساً ل «البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية» الذي يتخذ مقراً له في بكين. وعلى الصعيد التجاري، تحقق الصين فائضاً كبيراً في ميزانها التجاري مع شركائها الأربعة، وتتهمها الهند بممارسة المنافسة غير النزيهة. لكن بكين نفت أن تكون الملفات الجيوسياسية الكبيرة الراهنة، مثل البرنامج النووي الكوري الشمالي ستطغى على قمة «بريكس».