لن تتقطع السبل بالسعوديين المسافرين إلى البحرين، من طريق جسر الملك فهد، وإن غابت شركات النقل المتخصصة، أو حلم إيجاد قطار يحمل المسافرين من السعودية إلى البحرين والعكس، سيجد المسافرون سيارات خصوصية تنتظرهم، في الجانب السعودي، وأخرى تنتظر منهم اتصالاً في مملكة البحرين. وإن شهدت الأيام الماضية كساداً في حركة سائقي السيارات الخاصة، الناقلة للمسافرين، بسبب الأحداث التي عمت أرجاء البحرين، كان تواجدها في الجسر قبل 14 فبراير ملاحظاً، وبخاصة أمام المسافرين، الذين حطوا رحالهم في منطقة الخدمات، التي تسبق منطقة الجمارك. ولن يجد الراغبون في الانتقال إلى البحرين تعباً، في البحث عمن ينقلهم، حيث يتلقفهم السائقون فور دخولهم إلى مواقف السيارات، عارضين عليهم النقل، وداخلين معهم في تفاوض مباشر، حول كلفة «المشوار»، الذي تتراوح قيمته بين 200 و300 ريال. ولا يبدو الأمر سهلا أمام أصحاب السيارات، كما يتصور المسافرون، حيث يقضي «السائق» ساعات طويلة، قبل أن يظفر بزبون ينقله إلى الجانب الآخر من الجسر. ويذكر علي الوايلي، الذي يوصل الزبائن بسيارته الخصوصية، أن «الانتظار ربما يطول أكثر من ثلاث ساعات، حتى نجد زبوناً واحداً»، موضحاً «لا أعمل في وظيفة، ومن أجل القضاء على البطالة التي أعيشها، ووجدت في نقل المسافرين دخلاً جيداً». وتبدأ ساعات عمله من الرابعة عصراً، إلى الثالثة فجراً، وما أن «أوصل مسافراً إلى مقصده في البحرين، حتى أعود إلى أخذ مكاني بين بقية السائقين، في انتظار مسافر آخر». وعادة ما يوصل المسافرين إلى فنادق أو شقق مفروشة، و»بعضهم يطلب إنزاله في مجمع تجاري»، موضحاً أن «كلفة إيصال أي مسافر، إلى أي مكان، لا تختلف»، مضيفاً أنها «تتراوح بين 150، و200 ريال، بحسب الوقت، وتوقع كثرة المسافرين». وفيما وجد السائقون السعوديون مكانا، ينتظرون فيه المسافرين، لا يحظى زملاؤهم من السائقين البحرينيين بذات الميزة، حيث لا وجود لهم في المواقف التي تسبق منطقة الجمارك البحرينية، وإنما يعتمدون على «اتصال يأتي من الزبون، أو من قبل الفنادق والشقق المفروشة، تطلب منهم نقل مسافر إلى السعودية»، كما يشير إلى ذلك محمد الواسطي، سائق من البحرين، مضيفاً أنه «عمل في نقل المسافرين منذ سنوات». ولا يقتصر نقله على المسافرين البحرينيين، وإنما يشمل السعوديين «الذين يعتبرون أكثر من البحرينيين». وعادة ما ينقلهم من «الفنادق أو الشقق المفروشة أو مطار البحرين الدولي». ويذكر أن «بعض المسافرين يطلبون إيصالهم إلى منطقة ما بعد الجمارك السعودية، فيما آخرون يتوجهون إلى الخبر أو الدمام»، موضحاً أن «كلفة نقل المسافر تختلف بحسب المنطقة التي يريد التوجه لها، وفيما يكلف إيصال المسافر إلى منطقة الجسر نحو 200 ريال، ترتفع إلى 300 ريال في حال طلب إيصاله إلى الخبر أو الدمام أو أي مدينة أخرى». ويذكر أن «بعض المسافرين لا تنتهي وجهتهم في مدن المنطقة الشرقية، وإنما تصل إلى الرياضوجدة ومكة المكرمة، وعادة ما يكون هؤلاء من البحرينيين». وعقد سائقو النقل الخاص مع سائقي سيارات الأجرة اتفاقا غير صريح. ويوضح الواسطي أن «إدارة مطار البحرين تمنع سائقي السيارات الخاصة، من حمل المسافرين، الذين يتولى نقلهم سائقو سيارات الأجرة فقط». ويشمل الاتفاق غير المعلن «إخراج المسافر الراغب في التوجه إلى السعودية من المطار، وإجراء اتصال مع سائقي السيارات الخصوصية»، ويبين أن «سائق الأجرة يتفق مع المسافر على كلفة النقل، البالغة نحو 500 ريال، وبعد أن يخرجه من المطار، ينقله إلى سيارة خصوصية، ويتقاضي من سائقها 200 ريال، ويأخذ من المسافر المبلغ كاملاً».