طهران، جنيف – أ ب، رويترز – هدّدت المعارضة في ايران بالانتقال من التظاهرات الى تنظيم إضرابات ومقاومة مدنية، اذا لم يستجب النظام مطالبها، وفي مقدمها إطلاق زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي الموضوعيْن قيد الإقامة الجبرية. في غضون ذلك، اقترح مجتبي ثمرة هاشمي مستشار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، تغييراً في رئاسة مجلس الشورى (البرلمان)، والتي يشغلها الآن علي لاريجاني خصم نجاد. ونقل موقع «أفتاب» عن هاشمي قوله ان الشعب يحتاج «أفضل خيار ممكن» في هذا المنصب. وأعلنت «تنسيقية طريق الأمل الأخضر» سلسلة شروط، بينها الإفراج عن موسوي وكروبي، والسماح بحرية التجمّع والامتناع عن عرقلة التظاهرات، وإطلاق كلّ المعتقلين السياسيين، والسماح بحرية الصحافة ووقف الرقابة، إضافة الى إنهاء حكم أجهزة الأمن والشرطة في البلاد، وتنظيم انتخابات شرعية. ورأت التنسيقية ان التظاهرتين اللتين نظمتهما المعارضة في 14 و20 من الشهر الجاري، أثبتتا ان الحركة الخضراء ما زالت حية، محذرة السلطات من ألا تعتبر الطابع السلمي للاحتجاجات، مظهر ضعف. وأشارت التنسيقية الى خطة لتنظيم تظاهرات كلّ يوم ثلثاء في الاسابيع الثلاثة المقبلة، حتى حلول السنة الايرانيةالجديدة (التي تبدأ في 21 آذار/مارس المقبل)، للضغط على الحكومة. وقال المخرج الايراني البارز محسن مخملباف، وهو عضو في التنسيقية: «الشعب يريد ان يشهد في ايران أيضاً، ما حدث في تونس ومصر. تنظيم احتجاج أسبوعي، سيشكّل تحدياً للنظام، وهذه التظاهرات الأسبوعية ستصبح يومية مستقبلاً». يأتي ذلك فيما أفادت مواقع الكترونية معارضة بأن السلطات نشرت أعداداً كثيفة من عناصر الأمن في الساحات الرئيسة بطهران الخميس، كانت تتحقّق من هويات بعض السائقين، في ما اعتبره بعضهم تحويلاً للعاصمة الى «قاعدة عسكرية». تزامن ذلك مع اعتقال السلطات أربعة أعضاء في حزب «مجاهدي الثورة الاسلامية» الإصلاحي، بينهم القياديان عبد الله ناصري وعلي باغري، إضافة الى حسن يونسي نجل علي يونسي وزير الاستخبارات خلال عهد الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي. ووجّه «مركز إعلام الأطباء الايرانيين» رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكد فيها أن الحكومة تستخدم غازاً كيماوياً جديداً ضد المتظاهرين، محذراً من «خطرها بعيد المدى» على صحتهم. في المقابل، أعلن وزير الاستخبارات الايراني حيدر مصلحي «ضبط كتيّب تصميم الفتنة خطوة خطوة، في مكتب شخص مرتبط بموسوي»، لافتاً الى ان «أدبياته تتطابق تماماً مع تلك التي لدى حزب تودة» الشيوعي المحظور. واعتبر ان «وجود أنصار الفتنة في 14 شباط كان ضئيلاً، ما شكّل فضيحة كبرى وأدى الى انهيارهم»، متهماً أرديشير أميرأرجوماند، مساعد موسوي، ومجتبى وحيدي، مستشار كروبي، بالارتباط ب «مجاهدين خلق» أبرز تنظيم ايراني مناهض للنظام في المنفى. لكن أميرأرجوماند اعتبر هذه الاتهامات «كاذبة»، مقارناً مصلحي بوزير الدعاية النازي جوزف غوبلز. وأعلن مصلحي ان السلطات اعتقلت في 14 من الشهر الجاري، أي في يوم تظاهرة المعارضة، «عميلاً ايرانياً للاستخبارات الأميركية، كان يعمل بمساعدة آخرين على جمع معلومات عن أعمال العنف والاضطرابات»، وشخصاً ينتمي الى «زمرة المنافقين الإرهابية (مجاهدين خلق) كان مسلحاً وتسبّب في استشهاد مواطنين». وإذ اصدرت عائلتا موسوي وكروبي بيانين منفصلين أعربتا فيهما عن «قلقهما» من ظروف إقامتهما الجبرية، نفى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي ان يكون زعيما المعارضة قيد الاقامة الجبرية، معتبراً انهما في «حماية» أجهزة الأمن. أما رجل الدين إمامي كاشاني فأكد ان «كلّ من يواجه الثورة، سيزول». وقال في خطبة صلاة الجمعة: «ندرك معنى ذلك الآن وبعد فتنة العام الماضي وفتنة 14 شباط». وأضاف ان «العالم الإسلامي يتجه نحو صحوة إسلامية بدأها الإمام الخميني». في جنيف، نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين ان الولاياتالمتحدة تضغط في «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة، لتعيين محقق خاص من المنظمة الدولية في شأن انتهاكات حقوق الانسان في ايران، وذلك للمرة الأولى منذ عقد. في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي ان «ما تشهده المنطقة يشبه معجزة»، مشيراً الى «صحوة اسلامية نتيجة لمقاومة الشعب الايراني وصموده خلال 32 سنة». أما لاريجاني فرأى في تطورات المنطقة «يوم حساب بالنسبة الى القوى الكبرى». تقرير وكالة الطاقة وفي فيينا، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير أصدرته أمس في شأن البرنامج النووي الإيراني، أنها تلقّت معلومات جديدة «مقلقة» عن ادعاءات بسعي طهران الى تطوير اسلحة نووية. وأشار التقرير الى «معلومات جديدة تمّ الاطلاع عليها أخيراً»، سبّبت «قلقاً إضافياً» لدى الوكالة، موضحاً أن إيران أعاقت منذ العام 2008 تحقيق الوكالة في شأن اختبارات محتملة لبرنامج تسلّح نووي. وفي خطوة غير اعتيادية، عرضت الوكالة تلك الاختبارات، مشيرة الى انها «تثير القلق في شأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني». وأضاف: «إيران لا تتعاون في شكل جدّي مع الوكالة، في شأن مسائل تتّصل بادعاءات بتطويرها رأساً نووياً لبرنامجها الصاروخي». وأفاد التقرير بأن إيران أنتجت 3.61 طن من اليورانيوم منخفض التخصيب، بعدما امتلكت 3.18 طن نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ويقول خبراء إن هذه الكمية تكفي لصنع قنبلتين نوويتين.