عمان - يو بي أي - شهدت العاصمة الأردنية عمان بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة ما وصف بأنه اكبر مسيرة يشهدها الأردن منذ بدء المسيرات التي تطالب بإصلاحات سياسية منذ سبعة أسابيع، رافقها تواجد امني كبير. وشارك ما يزيد عن عشرة الآلاف شخص من مختلف القوى السياسية والحزبية والنقابية والحركة الإسلامية في المسيرة التي انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط عمان والتي رافقها مسيرة شارك بها عدة مئات قدموا من مختلف مناطق المملكة تأييدا للملك عبد الله الثاني وللمطالبة بمحاربة الفساد. وشهدت مدن اردنية اخرى مسيرات خرجت بعد الصلاة للمطالبة بإصلاحات سياسية خاصة في مدينة الكرك ( حنوب ). وهتف المشاركون في المسيرة الكبرى هتافات تطالب بحل مجلس النواب وبحكومة منتخبة كما طلبت بعض الهتافات بالعودة إلى دستور عام 1952. وجدد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور مطالب الحركة الإسلامية بإصلاحات دستورية تحد من صلاحيات الملك لاسيما فيما يتعلق بتشكيل الحكومات. وقال في كلمته " نحن نريد حكومة منتخبة تقوم بإصلاحات سياسية حقيقية وفي مقدمتها إصلاح قانون الإنتخاب ". وقال القيادي العمالي محمد السنيد ان مطالبهم واضحة بالعودة لدستور عام 1952 الذي يسمح للشعب الأردني بمحاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة. ويشهد الاردن منذ شهرين تصاعدا في المطالب الشعبية المنادية بإجراء إصلاحات سياسية ، فيما قال الملك عبد الله الثاني خلال لقائه قبل ايام برؤساء واعضاء ممثلي السلطات الثلاث انه يريد اصلاحا حقيقيا وسريعا. وتعهد رئيس الوزراء معروف البخيت الذي شكل حكومته الجديدة في التاسع من الشهر الحالي بإجراء إصلاحات سياسية حقيقية في مختلف المجالات كما اعلن عن تشكيل لجنة للحوار الوطني لمناقشة التشريعات الناظمة للحياة السياسية في المملكة لاسيما قانون الإنتخابات. واجرت الحكومة خلال الاسبوع تعديلا على قانون الإجتماعات العامة خفف من القيود المفروضة على التظاهرات. وخيمت الأوضاع التي تشهدها ليبيا على أجواء المسيرة حيث حيا المشاركون الشعب الليبي وهتفوا لثورته ورددوا هتافات تطالب بإسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي . وتفاعل المشاركون في المسيرة مع شائعات سرت حول انتحار الزعيم الليبي ورددوا " الله اكبر ". وعلى نحو غير مسبوق، شارك نحو آلف رجل امن في توفير الحماية للمشاركين في المسيرة وقام رجال الأمن بعمل حائط بشري للفصل بين المشاركين في المسيرتين، فيما انتشرت في المنطقة الحواجز الحديدية. وقامت قوات الامن منذ صباح اليوم الباكر بإ غلاق منطقة وسط عمان امام حركة السيارات واقتصر الدخول اليها على المشاة والمشاركين في المسيرة. وكانت السلطات الامنية تعهدت بحماية المسيرات التي تخرج في الأردن في اعقاب الإعتداء الذي تعرضت له احداها يوم الجمعة الماضي من قبل مجهولين مما أدى لإصابة عدد من المشاركين بجروح. وتعمل لجنة تحقيق شكلتها الحكومة برئاسة وزير العدل على كشف ملابسات الحادثة.