قضت محكمة بريطانية اليوم الخميس بتسليم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج إلى السويد، التي تطالب به، بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين. وأصدرت محكمة بلمارش، جنوب شرقي لندن، الحكم في حق أسانج (39 عاماً)، بعد أن كانت قررت تأجيل البت في قضيته لمدة أسبوعين حين مثل أمامها في جلسات استماع يومي السادس والسابع من شباط/ فبراير الجاري، على رغم تحذير المحامين المدافعين عنه من احتمال أن يواجه الإعدام في الولاياتالمتحدة إذا ما تم تسليمه إلى السويد. وقال المحامون أن ترحيل أسانج إلى السويد يمكن أن يشكل انتهاكاً للمادة الثالثة من المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تحظر التعذيب. ونفى أسانج الاتهامات الموجهة ضده بالاعتداء جنسياً على امرأتين، واعتبر أن لها "دوافع سياسية تهدف إلى إبعاد الأنظار عن المواد التي تظهر على موقع ويكيليكس". وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت أسانج في لندن في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بموجب مذكرة توقيف أوروبية أصدرتها السلطات السويدية، التي اتهمته بالاعتداء جنسياً على امرأتين في السويد في آب/ أغسطس الماضي. وقررت محكمة وستمنستر حبسه على ذمة التحقيق، قبل أن تأمر المحكمة العليا الشهر الماضي بإخلاء سبيله بكفالة مالية قيمتها 240 ألف جنيه إسترليني بعد أن أمضى تسعة أيام في السجن، بانتظار البت في قضيته. وكان موقع ويكيليكس نشر نحو 400 ألف وثيقة تضمنت معلومات سرية عن حربي العراق وأفغانستان، ثم عاد ونشر نحو 250 ألف برقية سرية مرسله من السفارات الأميركية في العالم، إلى وزارة الخارجية، ما أدى إلى زعزعة علاقات واشنطن مع عدد من دول العالم، بسبب ما تضمنته البرقيات من محاضر اجتماعات مغلقة بين مسؤولين أميركيين وقادة هذه الدول، كما تضمنت تعليقات ساخرة وقاسية وفضائح تحدث عنها دبلوماسيون أميركيون تتعلق بمسؤولي البلد الموجودين فيه.