كرّم الله سبحانه وتعالى هذه الأرض المباركة بأن جعلها قبلة للمسلمين، وبها البيت الحرام، ومسجد نبيه عليه الصلاة والسلام، وقال سبحانه وتعالى على لسان نبيه إبراهيم «رب اجعل هذا البلد آمناً». إنها مهبط الوحي، فمن هذه الأرض انطلقت الرسالة السماوية التي وصل صداها إلى كل أصقاع الدنيا، حاملة الخير والأمن والسلام للبشرية جمعاء، ومن فضل الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد (بلاد الحرمين) أن اختار لها رجالاً يعملون بكتاب الله ويطبّقون شرعه ويسيرون على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويعملون ليل نهار على راحة شعبهم. لقد جاء الملك الموحّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيّب الله ثراه - ليبني دولة من شتات، أصبحت بعد وقت قصير واحدة من أهم دول العالم مثالاً في الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، ونحمد الله أننا لا نشعر في السعودية بفرق بين القيادة والشعب، فالقيادة قريبة من المواطن، تتلمس احتياجاته ومطالبه، والمواطن مخلص لقيادته، في نسيج يندر أن يكون له مثيل في بقية دول العالم، وليس أدلّ على ذلك من هذه اللحمة الوطنية، وهذا الحب الخالص البعيد عن التزييف كما يحدث في غالبية دول العالم، والذي عكسته شهور من الدعاء والتضرع إلى الله بأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويلبسه ثوب الصحة والعافية في رحلته العلاجية. إنها صورة من صور التلاحم بين القيادة والشعب، ولوحة يندر أن نشهد مثلها، رسمها شعب هذا الوطن شيباً وشباباً وهم يخرجون في استقبال مليكهم العائد إلى أرض الوطن بعد طول غياب، وبعد أن منّ الله عليه بالصحة والعافية، وكان الوطن كله في معية ملك البلاد وقائد مسيرتها، ملك الإصلاح والتنمية والإنسانية في رحلته العلاجية، إذ ظلّت أعين الشعب تتابع القنوات التلفزيونية الرسمية لرؤية قائدهم ومليكهم، وألسنهم تلهج بالدعاء، وأكفهم تتضرع لخالق السماء بأن يحفظه ويكلأه برعايته وعنايته. إننا وطن متفرد، فلا يوجد في هذا الكون من يشبهنا، فنحن وطن اختار القرآن الكريم منهجاً ودستوراً، ونحن وطن بايع ملكه وعاهده على الوفاء والحب، ونحن شعب نخرج إلى الشوارع والميادين لنحتفل بعودة وسلامة قائدنا ومليكنا، ننثر له الورود على الطرقات تعبيراً عن وفائنا وإخلاصنا، ولو تمكّن الشعب لقبّل رأس مليكه، ألم أقل لكم إننا وطن لا يشبهه وطن؟ اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني، وأَدِمْ على وطننا نعمة الأمن والأمان والخير... آمين. [email protected]