أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، دعم موسكو مبادرة الرياض لتوحيد منصات المعارضة السورية الثلاث في منصة واحدة للمشاركة في مفاوضات جنيف المقبلة. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في أبو ظبي أمس: «أعتقد أن هذه خطوة حتمية ستساعد في بدء مفاوضات جوهرية حقيقية ذات مغزى حول مستقبل سورية». في موازاة ذلك، دعا الشيخ عبدالله إلى خروج القوات الإيرانية والتركية من سورية، محذراً من أنها تعيق التوصل إلى حل. وليل أمس، أعلن «التحالف الدولي» في سورية وقوع تبادل إطلاق نار بين قوات أميركية وقوات من الفصائل السورية المدعومة من تركيا قرب مدينة منبج (للمزيد). وحول جهود توحيد منصات المعارضة، أوضح لافروف: «عندما تقدمت السعودية بمبادرة توحيد الهيئة العليا للمفاوضات التي أنشئت آنذاك في الرياض، مع منصتي القاهرةوموسكو للمعارضة السورية، دعمنا هذه المبادرة بنشاط. وسندعم شركاءنا السعوديين بالأشكال كافة للمضي قدماً في هذا الاتجاه». وأكد لافروف رفضه التصريحات حول فشل توحيد المعارضة. وزاد: «لا يهم أنه لم يتم تحقيق تقدم بعد كما يقولون... الشيء الرئيسي هو أن هذه العملية بدأت، واتفقت منصات الرياضوالقاهرةوموسكو على مواصلة هذه الجهود. وسنبذل قصارى جهدنا لمساعدة زملائنا السعوديين على التحرك في هذا الاتجاه». وتشهد ساحة فصائل المعارضة السورية تحولات لافتة. وتعززت في الأسابيع الأخيرة مساعي توحيدها في منصة واحدة للمشاركة في محادثات جنيف حول التسوية في سورية. وأفادت مصادر متطابقة في المعارضة بأن المنصات الثلاث، الرياضوالقاهرةوموسكو، ستجتمع مجدداً في السعودية في تشرين الأول (أكتوبر) لمواصلة المحادثات. وكشف عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» جورج صبرا، أن الدعوة لحضور اجتماع «الرياض 2» لتوحيد المعارضة ستكون لشخصيات وطنية، بغض النظر عن التيارات والجهات التي تنتمي إليها. وزاد: «لن تكون هناك دعوة إلى تيارات، ولن يكون هناك أي نوع من المحاصصة. إنما الدعوة ستكون إلى شخصيات وطنية ذات قيمة اعتبارية، لها نشاط ملموس في إطار الثورة السورية». ودعا لافروف المعارضة السورية إلى الابتعاد من لغة التهديد والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأضاف: «يجب على المعارضة أن تتصرف في شكل واقعي وتتخلى عن الإنذارات النهائية التي لا تتماشى مع تلك القواعد التي أقرها مجلس الأمن الدولي. وأكد مجلس الأمن أن السوريين يجب أن يقرروا بأنفسهم مصير بلدهم. ولا توجد أي شروط مسبقة». وأكد وزير خارجية الإمارات أن توحيد المعارضة السورية جزء من إنجاح مسارَي آستانة وجنيف، مشيداً بجهود موسكووالقاهرة في إقناع وفود المعارضة المشاركة في اجتماع الرياض. وشدد على أن تدخلات تركياوإيران تعيق التوصل إلى حل في سورية، داعياً إلى إخراج قوات إيرانوتركيا من سورية. وتابع «أن جزءاً من الحل في سورية يتمثل في خروج أطراف تحاول أن تقلل من سيادة الدولة السورية، وهنا يمكن أن أتحدث بوضوح عن إيرانوتركيا». وأضاف أنه إذا تمسكت طهران وأنقرة «بالأسلوب ذاته والنظرة التاريخية الاستعمارية التنافسية في الشؤون والقضايا العربية، فإن الوضع المأسوي سيستمر في سورية أو في بلد آخر». وقال الكولونيل ريان ديلون الناطق باسم «التحالف الدولي»، إن القوات الأميركية أطلقت النار بعدما تعرضت لإطلاق متكرر للنار من عناصر من «الجيش السوري الحر» المدعومين من تركيا قرب منبج. وأضاف: «انتقلت قواتنا إلى مكان آمن عقب تبادل إطلاق النار». وزاد: «التحالف أبلغ تركيا بأن إطلاق النار على قوات التحالف غير مقبول». وتنتشر قوات أميركية على الحدود التركية- السورية للقيام بدوريات أمنية بالقرب من المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة من تركيا لمنع اندلاع مواجهات مع «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً. وزاد ديلون: «سنواصل القيام بهذه الدوريات الأمنية، لكننا مستعدون دائماً للدفاع عن أنفسنا».