كشفت المديرة العامة لشركة فنون التراث التابعة لجمعية النهضة النسائية الخيرية في السعودية سمية بدر محمد أنهم إنهم يسعون خلال الفترة المقبلة إلى الاستثمار من خلال الاستفادة من خريجات الجامعات في العمل في مجال التراث والتصميم والصناعة، باعتباره من المجالات الجديدة الواجب استثمارها والعمل فيها. وقالت أن أهم الحرف التي يعملون عليها هي التصميم والتطريز اليدوي، والحفر على الزجاج والرسم على الجلد والخشب، والأعمال الفخارية والخياطة كذلك، وقسم التصميم التراثي، لافتة إلى أن عدد الحرفيات من السعوديات حتى الآن بلغ 70 حرفية. وأضافت: «قدمنا أعمالاً كثيرة للسوق، وهناك تعاون بيننا وبين شركات وجهات حكومية، وعلى سبيل المثال الهيئة العليا للسياحة ووزارة الخارجية وبنك الرياض، وفي السوق نسعى إلى افتتاح معارض أخرى في مدن أخرى غير مدينتي الرياضوجدة». وعن مدى تقبل المجتمع لأعمالهم الحرفية، وهل هناك إقبال كبير على شرائها؟.. أوضحت: «زاد الوعي بحيث تكون الهدايا تمثل التراث السعودي بمختلف أطيافه، ولكن مازال هناك صعوبة في التواصل مع بعض الجهات الحكومية، وهناك صعوبة في تقبل أن العمل سعودي مئة في المئة، وأن الحرفيات سعوديات من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيتم طلب كميات كبيرة ولكن الوقت والمهلة لا يكفيان، إذ إن عملنا يحتاج إلى وقت أطول، فنحن في نهاية الأمر لا نقارن بالمصانع في الصين أو غيرها». لافتة إلى أنهم يقدمون دورات مختلفة للحرفيات، وأضافت: «أحضرنا مدربات من الجامعات، بحسب نوع خبراتهن، ونعقد هذه الدورات على مدار العام، ونحن بصدد تطوير وتدريب فتيات من خارج الشركة لديهن الرغبة في تعلم حرفة من الحرف التي نقدمها، وهي خطوة جريئة وجديدة في المجتمع السعودي، أما في ما يتعلق بالآلات والمصانع، فنحن نعتمد على العمل اليدوي كي يبقى أي عمل نقدمه عملاً تراثياً حقيقياً وليس كما هي حال السوق». وعن أبرز منتجاتهم، وكيف يتم تسويقها؟.. تقول سمية: «أبرز المنتجات الأثواب والعباءات التراثية والبشوت للنساء والرجال، والدقلات واللبس المخصص للعرضات في السعودية، والهدايا الفخارية. وإدارة التسويق التابعة لنا تحاول تسويق منتجاتنا على نطاق أوسع وأكبر لدى الشركات والقطاع العام كذلك». وحول ماإذا كان لديهم نية للتعاون مع مصممين عالميين، وهل الكلفة عالية بالنسبة للإنتاج، وهل تستغرق وقتاً طويلاً بما أن الصناعة لديهم كلها يدوية؟... أجابت: «سبق لنا التعاون مع المصممة السعودية نادية الزهير، وسيكون لنا أيضاً تعاون مع عدد من المصممين العالمين، وبالنسبة للكلفة فهي عالية جداً لأن كل العمل يدوي وبعض الثياب على سبيل المثال تستغرق أشهر حتى يتم انجازها، كما أن سيدات المجتمع وزوجات السفراء والأجانب في السعودية يعتقدون أن الزي الرسمي للسعودية هو «العباءة»، وهذا غير صحيح ونحن في السعودية نتميز عن غيرنا من الثقافات بأن مناطق السعودية متنوعة وفيها الكثير من الثقافات والعادات، والموروث التراثي والثقافي يختلف بحسب المنطقة والبيئة في السعودية، هذا الأمر ساعدنا كثيراً في تقديم منتجات متنوعة وفتح خطوط إنتاجية جيدة ومتجددة في مجال الخامات أو التصميم. كما أن جامعة الملك سعود ترسل لنا طالبات الدراسات العليا للبحث والإطلاع على ما نوفره من مقتنيات تراثية متنوعة، وأكثر تلك الأقسام هي قسم النسيج والاقتصاد المنزلي والتراث، وهناك علاقة متينة مع الجامعات السعودية، ونسعى مع بداية العام المقبل إلى توثيقها بشكل أكبر من السابق».