تستحوذ ورقتا عمل تتحدثان عن ظاهرة الغش التجاري في السلع الاستهلاكية في السوق السعودية، ودور «أمانة جدة» في إحكام الرقابة الصحية على منشآت الأغذية، على اهتمام ومتابعة الكثير من النقاد والأكاديميين المشاركين في ملتقى الغذاء الأول «معا...نحو غذاء صحي آمن». وأكد عضو لجنة غرفة التجارة والصناعة في مكةالمكرمة أحد المشاركين في الملتقى عصام وهيب ل «الحياة» أن الورقتين تعدان مهمتين من الناحية الصحية والغذائية، كون الأولى منهما تكشف كثيراً من ظواهر الغش التجاري الممارس داخل السوق السعودية، إضافةً إلى تأثيراته القريبة والبعيدة على الواقع الصحي والغذائي فيها، والعمل على تلافيها ومحاولة إيجاد الحلول الممكنة للتخلص منها. بينما تتحدث الأخرى عن «دور أمانة جدة في إحكام الرقابة الصحية على المنشآت الغذائية»، مشيراً إلى أنها ستكون مقياساً يتم التعامل معه من قبل الأمانات السعودية الأخرى، على اعتبار أنها تتعامل مع مدينة تعد الأولى اقتصادياً في السعودية من ناحية انتعاش سوقها التجارية، وتعدد مرافقها الشرائية، ما يجعل الورقة ذات جدوى يمكن تطبيق أدوات عملها على البلديات المختلفة. وتتحرك فعاليات الملتقى الذي تنطلق فعالياته اليوم (الأربعاء) في جدة، نحو مزيد من الأمان الغذائي والصحي للمستهلك المحلي، بدءاً من درس السلوكيات الخاطئة للعاملين في ظل وجود أنظمة جودة، والعمل على إيجاد كيفية مقننة لإدارة جودة سلامة الأغذية داخل المحال التجارية، فضلاً عن الحرص على سلامة المستهلك من طريق الحفاظ على المورد الأساسي (الماء) والمضي قدماً نحو الحرص على سلامة مياه الشرب المعبأة. وأوضحت رئيسة قسم التواصل والتوعية بالقسم النسائي في أمانة المحافظة الساحلية هلا الغامدي، أن اللقاء سيتناول أسباب الاهتمام بسلامة الغذاء وكيفية التأكد من إعداده، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن قسمها ينظم هذه الأيام حملة نسائية موازية، تهدف إلى تعريف شرائح المجتمع النسائي بالممارسات الصحيحة والخاطئة للغذاء، والتوعية بضرورة الاهتمام بسلامته للحصول على غذاء آمن. وأفادت أن حملتها تستهدف بشكل مباشر سيدات وبنات جدة كافة، وشرائح المجتمع بفئاته المختلفة بشكل غير مباشر، لافتةً إلى أن الحملة تعتمد في مضمونها على المفاتيح الخمسة للغذاء المعتمدة من منظمة الصحة العالمية (تتضمن الحفاظ على النظافة، والمباعدة بين الطعام النيئ والمطبوخ، وطبخ الطعام طبخاً جيداً، وحفظ الغذاء في درجة حرارة آمنة، واستعمال مياه آمنة ومواد خام –أولية- سليمة). وفي الصدد نفسه، أبانت الغامدي أن الحملة استقطبت مجموعة من سيدات المجتمع وطالبات الجامعات اللائي اتضح تفاعلهن منذ بداية تعريفهن ب«المفاتيح الخمسة» لجعل الغذاء آمناً، كما أن أكثر ما شدّهن هو التعرّف على الممارسات الخاطئة التي قد يقعن فيها من دون وعي سواء في مرحلة الإعداد أو التخزين، الأمر الذي جعل الحوار أكثر تفاعلاً بطرح الكثير من الأسئلة المتعلقة بالغذاء لمعرفة المزيد من النصائح الضرورية لسلامته. يذكر أن ملتقى الغذاء الأول يحوي سبع محاضرات لأكاديميين ومتخصصين في شؤون الغذاء والصحة العامة، بهدف نشر التوعية بسلامة الغذاء بين أفراد المجتمع عامة، وبين أصحاب المنشآت الغذائية والعاملين فيها بشكل خاص، من طريق طرح أوراق العمل المقدمة من مختلف الجهات المشاركة.