عُقدت في العاصمة الفرنسية باريس أمس، قمة أوروبية – أفريقية، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث أزمة الهجرة غير الشرعية، بمشاركة 7 دول من القارتين. وحضر القمة رؤساء التشاد ايدريس دبيوالنيجر محمدو ايسوفو ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج كونهم مسؤولين عن دول تقع في محور مرور المهاجرين من أفريقيا، بينما شارك من الجانب الأوروبي كل من المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورؤساء حكومات إيطاليا باولو جنتيلوني وإسبانيا ماريانو راخوي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. وأكدت الرئاسة الفرنسية أن القمة تهدف إلى تعزيز دعم أوروبا للتشاد وليبيا والنيجر لضبط وإدارة تدفق المهاجرين، إذ إن هنالك مئة ألف مهاجر وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي وحوالى 2000 قُتلوا في طريقهم إلى الهجرة. ويهدف ماكرون من وراء هذه القمة إلى حضّ أوروبا على مساعدة الدول الأفريقية التي يعبرها المهاجرون سعياً للوصول إلى أوروبا. إلى ذلك، قالت المستشارة الألمانية في مقابلة صحافية نشرتها مجلة «لوفيغارو» أمس: «وصل إلى ألمانيا 890 ألف مهاجر. وفي السنوات الأخيرة لم نتنبه الى نتائج الحرب الأهلية السورية وإرهاب داعش الذي وضع ملايين من الناس في أوضاع مزرية وأن المعونات الإنسانية في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن كانت منخفضة وأن الأطفال هناك لم يذهبوا الى المدارس منذ سنوات. فالدروس التي استخلصناها اليوم هي أن نساعد أولاً الدول على الأرض لمكافحة أسباب الهجرة، في كل من سورية والعراق وفي صراعات أفريقيا». وسعى ماكرون خلال أشهر الصيف الحالي إلى أخذ زمام المبادرة لمحاولة التحكم في تدفق اللاجئين الذين يعبرون البحر المتوسط من ليبيا. وقال مسؤولون وخبراء إن ماكرون اقترح تأسيس مراكز في أفريقيا لفحص طلبات اللجوء وهي فكرة شكك حلفاء أوروبيون وأفارقة في فاعليتها. وقال ديبلوماسيون إن القمة تهدف إلى تقييم الموقف. وقال مسؤول في قصر الإليزيه: «يبدو أن الهجرة موضوع له أولوية لدى كل تلك الدول»، مشيراً إلى أن باريس تريد التوصل لسبل للتعامل مع الهجرة في مراحل مبكرة. جميعهم متفقون على أن حضور الدول الثلاث سيكون مفيداً، تشادوالنيجر نقطتا عبور إلى ليبيا حيث يتزايد عدد مخيمات اللاجئين بصورة مقلقة جداً». ولا يتوقع خبراء تحقيق أي انفراجات، بينما قال مسؤول من غرب أفريقيا إن «الإعلان عن المراكز كان عبثياً ولم تتم استشارة تشاد أو النيجر مسبقاً». وأضاف: «ماكرون يحاول إصلاح ذلك الخطأ. سيكون اجتماعاً عن المراكز والهجرة في شكل عام، لكننا لا نتوقع أن يسفر عن الكثير». في سياق آخر، قُتلت امرأتان (34 و45 سنة) تعملان في حمل البضائع في تدافع أمس، عند معبر طراخال الحدودي بين المغرب وجيب سبتة الخاضع للسيطرة الإسبانية. وأصيبت 4 نساء أخريات بجروح في التدافع ونُقلن الى مستشفى في مدينة الفنيدق القريبة.