كشف محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص، في تصريح إلى «الحياة»، أن تطبيق السعودة في قطاع الألبان سيحدث تدريجياً بالتخطيط وبناء البرامج وتوفير المستجدات التقنية الحديثة، كاشفاً عن رصد 150 مليون ريال للمباني الجديدة للمعهد التقني للألبان والأغذية المخصصة لتأهيل وتدريب الشباب السعودي على المهارات التقنية اللازمة للعمل. وأشار الغفيص في كلمته أمس خلال حفلة تخريج الدفعة الأولى في مقر المعهد التقني للألبان والغذاء الحالي بمحافظة الخرج التابع لشركة المراعي، إلى أن المباني ستجهز بأحدث التجهيزات المستقبلية لبناء شباب الوطن في مجال التصنيع الغذائي والألبان، موضحاً أن صناعة الألبان والأغذية محتكرة إلى وقت قريب من العمالة الأجنبية. وتخلل حفلة التخرج مقطع فيديو تعريفي بالمعهد، ذُكر فيه أن استثمار شركة المراعي فيه بلغ نحو 22 مليون ريال بالشراكة مع المؤسسة لتأسيس وتدريب الطلاب. وعند سؤال الغفيص عن حصة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، قال: «المؤسسة من تبني المباني وتقوم بتجهيزاتها، والشراكة استراتيجية عبر نقل التقنية وليس المال»، موضحاً أن دور شركة المراعي في الشراكة الحقيقية يتمثل في جلبها التقنيات الحديثة وتدريب الشباب على رأس العمل. وأشار إلى أن المعهد الحالي مرحلي، وأنه سيتم نقله إلى المباني الجديدة التي تبلغ كلفتها 150 مليوناً مقامة على أرض مشروع الخرج الزراعي، وستقوم المؤسسة بدور المشغل من خلال دعم صندوق الموارد البشرية، مضيفاً: «هذا المعهد لشراكة فقط مع المراعي، وبإمكانها أن تستقطب المتدربين وتوظفهم، وإن أرادوا العمل في غيرها من الشركات الغذائية فلهم ذلك». وركز الغفيص خلال لقائه الصحافيين على أن الشابات والشبان قادرون على الإبداع والعطاء، وأثبتوا جدارتهم في المجال التقني والمهني، مذكراً بأن العمالة الوافدة التي تكون أمية أحياناً تتدرب على أجهزة حديثة وتنتقل إلى بلدان أخرى، وهو ما يحدث في قطاع التمريض بعد أن يتدربوا على أحدث الأجهزة الطبية ثم يذهبوا للعمل في الدول المتقدمة. وبيّن أن عائد الاستثمار لتوظيف السعوديين أكبر مما هو قائم، وأن المؤسسة لاحظت ذلك في معظم الشراكات الاستراتيجية، مستشهداً بما قامت به شركة الراجحي الوطني عندما وظفت 800 فتاة في مجال صناعة الدواجن، وقال: «القائم على الشركة منذ 25 عاماً أبلغني بأن إنتاجية الفتاة أضعاف ما كانت تقوم به العمالة الوافدة، وهذا دليل على أن السعودي لديه حماسة وولاء لوطنه، ولديه الذكاء المبدع للعمل». وردد الغفيص مصطلح «نقل التقنية» أثناء كلمته وبعد لقائه الصحافيين أكثر من خمس مرات، مشيراً إلى أن أكثر من 20 شراكة استراتيجية بين المؤسسة والقطاع الخاص بحجم المعهد التقني للألبان وأكبر منه في مجالات التعدين والنفط والغاز والطاقة والمياه والأجهزة الإلكترونية والكهرباء والأجهزة المنزلية والتشييد والبناء وصيانة المطارات والطائرات، ستفتح مجالاً أوسع في تدريب وتوظيف السعوديين. وبيّن أن الدفعات التي تخرجت حتى الآن تراوح بين خمس و10، مبيناً أن الشراكة الاستراتيجية مع «المراعي» مقصورة على مجال الألبان والتصنيع الغذائي، وأن الأعداد المتدربة فيه ستتضاعف. وفي سياق مختلف، أنكر الغفيص وجود معاهد تقدم شهادات وهمية أو تعمل من دون ترخيص، مطالباً المواطنين بالتعاون والإبلاغ عنها. مشاهدات - رصدت «الحياة» قبل بدء حفلة التخرج هرب اثنين من طلاب المعهد عبر أسواره الخارجية. - حضر حفلة التخرج وكيل محافظ الخرج وسفير هولندا. - رفض معظم الخريجين الحديث إلى «الحياة» بعد انتهاء الحفلة، ومنهم أحد المكرمين الذي بدا عليه الارتباك، معتذراً عن الإدلاء بأي تصريح بحجة أن لديه اجتماعاً مع الطلاب. - صادف حفلة التخرج عقد لجنة مسؤولي التعليم الفني والتدريب المهني بدول مجلس التعاون اجتماعها ال21 بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون. - يمنح المعهد شهادة الدبلوم العالي في تخصصات تقنية إنتاج الألبان والأغذية، والإنتاج الحيواني، وصيانة معدات الإنتاج، وتمتد مدة التدريب إلى 30 شهراً، ويحصل المتدربون على وظائف في شركة المراعي من يوم التحاقهم بالدبلوم، كما تقدم لهم رواتب شهرية وتأميناً صحياً. - تم تأسيس المعهد التقني للألبان والأغذية عام 2011 في محافظة الخرج بالتعاون بين شركة المراعي ووزارة العمل ممثلة في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.