كرست مجلة الفيصل الملف في عددها الجديد /أيلول (سبتمبر) - تشرين الأول (أكتوبر)/ للصراع العربي حول العلمانية والدين، في تفاعل مع أكثر القضايا إلحاحاً في الراهن العربي، إذ لم تعد العلمانية طرفاً في ثنائية فكرية مكانها الكتب والأبحاث وقاعات الندوات، إنما أضحت، بحسب غالبية المشاركين في الملف، ضرورة عصرية وحاجة مجتمعية باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى، إذا ما شئنا العيش في كنف دولة مدنية بعيداً من الاحتراب الطائفي والعنف المذهبي والعنصرية الاجتماعية، وخصوصاً مع تأكيد وجود أساسات لها في الإسلام والتراث القديم، كما يتطرقون إلى وجود «علمانيات» وليس «علمانية» واحدة، يمكن الأخذ بإحداها وتكييفها مع حاجات العربي المسلم. شارك في الملف مفكرون وباحثون عرب بارزون: حسن حنفي، جلبير الأشقر، محمد علي المحمود، سامية بن عكوش، موسى برهومة، قادري أحمد حيدر، محمد شوقي الزين، نادر الحمامي. أما الحوار فكان مع الكاتب المصري جلال أمين، الذي تنقل من الخاص إلى العام، متحدثاً عن ذكرياته مع والده أحمد أمين وعلاقته بأدب طه حسين، مروراً بتشخيص الوضع الاقتصادي والسياسي لبلاده، ورؤيته في التحولات التي عاشها أبناء جيله في العالم العربي منذ الخمسينات حتى اليوم. جلال أمين قال: «إن الغرب لم يعد يحتاج إلى الاستشراق، فهم قد كسبوا المعركة، كما أن العرب استغربوا». وأشار إلى أن دعاة التجديد في الخطاب الديني مغرورون. كما تحدث عن جائزة «البوكر» التي ترأس لجنة التحكيم في إحدى دوراتها، وقال إنه كان يعرف الرواية الركيكة من الإهداء فيها. وتقصت «الفيصل» أحوال مجامع اللغة العربية، التي اتضح أنها تعيش غربة على هامش العصر، إلى حد أصبحت مقارها أشبه بمبان مهجورة وسط المدن. وتحدث باحثون وأعضاء في مجامع اللغة العربية عن التحديات التي تواجه المجامع، سواء من ناحية انعدام التمويل أم عدم وجود قرارات تلزم الأخذ بالتوصيات التي تصدرها المجامع. ومن المواد: «هل كان بورخيس يعيد كتابة فرويد»: حسن المودن. و«سوسيولوجيا الخطاب الشعري الإحيائي: ثالوث الذاكرة والتراث والهوية»: آمال موسى. و«المرجعية العقائدية للصورة الشعرية عند خالد جمعة»: يوسف قدرة. و«بروتريه عن مركل» من «فتاة كول» إلى قائدة للعالم الحر: سمير جريس. ونشرت «الفيصل» تحقيقاً عن المسرح العربي، ففن البسطاء لم يعد قادراً عن التعبير عن همومهم أو مخاوفهم، شارك فيه نخبة من أبرز المشتغلين في المسرح، مثل سميحة أيوب وناصر ونوس وزياد عيتاني وعبدالعزيز السماعيل ووليد داغستاني. وأيضاً موضوع عن الباحثة اللبنانية سعاد الحكيم، التي تستعيد الصوفية سعياً إلى عالم أكثر انفتاحاً. ويطالع القارئ في باب «ثقافات»: التسامح في النزاع: فضيلة تدعو إليها الأخلاق أم موقف متعجرف» لراينر فورست وترجمة رشيد بوطيب. و«ربيع الغرب وتحولاته»: أحمد فرحات. وحوار مع الروائي الياباني كنزابوري أوي، الذي يجمع بين الكتابة الروائية والشراسة ضد الاستخدامات النووية في بلده. وفي باب «كتب» قراءات في «شاعر المتاهة» لفوزي كريم: عبدالوهاب أبوزيد و«سيدة المواجهات»: أسماء كمال. و«حافة الكوثر» لعلي عطا: شاكر عبد الحميد. و«لا، السعودية ليست دبي»: الهنوف الدغيشم. وفي باب «فضاءات» يكتب الشاعر عماد أبوصالح عن ليلي بريك عشيقة ماياكوفسكي، التي كانت في الوقت نفسه عميلة في الشرطة السرية، هذا المرأة التي تعد من أكثر النساء تأثيراً في الثقافة السوفياتية، والتي وصفها الشاعر التشيلي بابلوا نيرودا ب«مُلهمة الطليعة الروسيّة». كما تكتب أيضا الروائية والناقدة السورية شهلا العجيلي عن الخريطة الروائية للمدينة العربية. ويتوقف الكاتب اللبناني محمد حجيري عند الاهتمام الأميركي بجلال الدين الرومي وأسباب انتشار شعره وازدياد شعبيته. وفي «إعلام» تتأمل الكاتبة السعودية هند السليمان ظاهرة السيلفي. ويكتب الصحافي السعودي حبيب الشمري عن «الوقف في وسائل الإعلام: تجارب من بريطانيا». في «سينما»، يقرأ الكاتب السوري زياد عبدالله عن فيلم كريستوفر نولان الجديد «دنكرك». وفي باب «فنون» حوار مع الفنانة السعودية منال الضويان. وحوار مع الموسيقار هاني شنودة. كما نشرت «الفيصل» نصوصاً لكل من: لمى عاشور وسلمان الجربوع وفاطمة عبدالحميد ونبيل سبيع ودوريس ليسننغ وأحمد الخميسي وعبدالله السفر وعائشة البصري وعاشور الطويبي وفنغ تجي تساي. وحمل العدد أيضاً مقالات لحاتم الصكر ومحمد علي اليوسفي وزكي الميلاد وشايع الوقيان وسعيد يقطين وفيصل دراج وماجد الحجيلان رئيس التحرير. وجاء كتاب الفيصل بعنوان: «معجم الأمثال الصينية» للشاعر والباحث العراقي شاكر لعيبي.