يبدو أن الشارع الرياضي السعودي غير مبالٍ، وغير متقبل لسماع تبرير المدرب الأسبق للمنتخب السعودي الأول بيسيرو، برفقة النشط الزميل بتال القوس، الذي أعتبره سدد كرات متقنة في مرمى بيسيرو، وقدّم لقاء طال انتظاره، بالذات أننا كرياضيين توّاقون لسماع فنون «المراوغة» و«التصريف» التي تعودنا سماعها في حديث وداع أي مدرب تتم إقالته، فما بالك بمدرب بقي في منصبه لفترة تجاوزت السنة وثمانية أشهر! ولاقى خلال هذه الفترة أنواع النقد من الغالبية العظمى العاشقة للمنتخب السعودي، سواء من محللين ونقاد، أم حتى من أصغر مشجع ل«الأخضر». صحيح أن «زحمة» المنافسة المحلية وتسارع الأحداث لم يخدما أجزاء هذا الحوار مع بيسيرو بالشكل المطلوب والمأمول، إلا أنني وعلى رغم ملاحظاتي الشخصية على المنهجية التي سار عليها بيسيرو خلال إشرافه على المنتخب توقفت كثيراً أمام بعض النقاط، وتساءلت، ألا تكفي المدة الزمنية التي قضاها بيسيرو في رياضتنا، أن يكون جديراً بكشف بعض السلبيات، التي بالكاد تعرقل أي عملية تنظيمية وتطويرية لمنظومة كرة القدم؟ وسألت نفسي ماذا يضير لو «فتشنا» خلال هذا اللقاء عن نقاط سلبية كانت للرجل وجهة نظر صائبة حولها؟ فهو المدرب الذي تنقل في ملاعب المباريات، وملاعب الأندية، واقترب كثيراً من أكثر من ستين لاعباً سعودياً خلال المعسكرات المتنوعة، وعقد اجتماعات عدة مع القيادات الرياضية، خلاف علاقاته بإعلاميين وغيرهم، نعم فترة سنة وثمانية أشهر أعتبرها كافية للمدرب ليحدد المعوقات التي يراها «تعرقل» عمله وبرامجه، فبعض النقاط التي ذكرها بيسيرو المدرب الذي أختلف مع توجهاته ورحل في حال سبيله، صدقوني وجدتها بالفعل نقاطاً تستحق أن نتوقف عندها كثيراً، ونبحث بشكل عاجل عن حلول نضمن معها تلافي سلبياتها، فعدم وجود ملاعب تدريب ملائمة للأندية، وبرمجة متقلبة للمسابقات السعودية، وغياب الفكر الاحترافي داخل الأندية، ووجود الحافز لدى اللاعب في ناديه أكثر من المنتخب، وضبابية القرارات كما حدث قبل دورة الخليج التي أقيمت في اليمن، وقصة توقّف المنتخب عن المباريات الودية لفترة تتجاوز خمسة أشهر، واقتصار بيئة الرياضة السعودية على الأندية من دون المنتخب، وحكاية كثرة الراحة التي يتمتع بها اللاعب السعودي «تحديداً»، وكيف تتحسّن رياضة بلد في ظل منافسة ناديين على البطولات، وغيرها من النقاط، بالفعل أجدها معوّقات لا تخدم مصلحة تطور الرياضة السعودية، حتى وإن كنا نعلم عنها، إلا أننا لم نحرك ساكناً، واضطر بيسيرو لتذكيرنا بها خلال هذا الحوار التلفزيوني لعلنا «نفيق» قبل فوات الأوان، ونستمر في تراجعنا الذي علينا الاعتراف به أولاً. مع زحمة هذه النقاط تمنيت أن بيسيرو أنهى حواره من دون أن يعيد ويكرر ثقته بالفوز على الأردن واليابان في نهائيات كأس آسيا بالدوحة لو منح فرصة لعب هاتين المباراتين، على رغم الخسارة الأولى من سورية، ولا أعلم من أين أتى بهذه الثقة المفرطة؟ وإلا طالبناه بالفوز على سورية والأردن، والتعادل مع اليابان، وكثر الله خيره؟ تمنيت أن أتابع في هذا الحوار إجابة بيسيرو كيف كانت علاقاته مع مدربي الأندية السعودية، وما هي الخطط التي نفّذها لضمان إيصال المعلومات الدقيقة عن حالة لاعبي المنتخب، وكذلك انتظرت رأيه حول ما ذكره المستشار الفني في الاتحاد السعودي ناصر الجوهر الذي حمّل ضعف الإعداد مسؤولية الخروج المرير للمنتخب في الدوحة؟ [email protected]