قتل ثلاثة أشخاص بينهم ضابط كبير من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في اشتباكات بينهم وبين مقاتلين من ميليشيا الحوثي في صنعاء أمس (السبت) في عنف لم يسبق له مثيل بين الطرفين. وتضاربت المعلومات حول المنصب الذي يتولاه العقيد خالد الرضي الذي قتل برصاص الحوثيين، إذ ذكر موقع «سبتمبر نت» التابع للجيش الوطني أن «مليشيات الحوثي الانقلابية وجهت أولى ضرباتها الموجعة لحليفها في الانقلاب بالاعتداء على نجله صلاح وقتل أحد الاذرع الرئيسية في مليشياته مدير مكتب نجله أحمد العقيد خالد الرضي»، فيما أشارت "فرانس برس" إلى أن الرضي كان أحد خبراء القوات الخاصة وجهاز مكافحة الإرهاب حتى العام 2012، وعينه المؤتمر الشعبي العام قبل نحو ستة أشهر نائباً لرئيس دائرة العلاقات الخارجية. لا أن مواقع يمنية أفادت بأن العقيد خالد من ضمن مرافقي صلاح علي صالح، وأن شقيقه طارق هو مدير مكتب أحمد علي صالح، مشيرة إلى أن العقيد خالد كان في السيارة التي اعترضها الحوثيون في جولة المصباحي، وأسفرت المواجهات أيضاً عن مقتل اثنين من عناصر مليشيا الحوثي، وتعمل لجنة تهدئة على نزع فتيل التوتر بين الطرفين. وقال سكان إن أفراداً من قوات الحرس الجمهوري تبادلوا إطلاق النار لنحو نصف ساعة مع مقاتلي الحوثي الذين حاولوا إقامة نقطة تفتيش أمنية قرب منزل نجل صالح ومكتبه الإعلامي في أحد الأحياء الراقية. وأضافوا أن اشتباكات متقطعة استمرت عدة ساعات مما حال دون الوصول إلى طريق رئيس في حي حدة. ونقل «سبتبمر نت» عن مصادر في صنعاء قولها إن «اشتباكات مسلحة تفجرت مساء اليوم (السبت) بين طرفي الانقلاب عند جولة المصباحي القريبة من منازل المخلوع ودار الرئاسة وميداني السبعين وامتدت إلى الشارع الخلفي لحديقة السبعين ومطعم ريماس، ماتسبب في حالة من الهلع والخوف داخل الحديقة العامة والمطاعم المجاورة للمنطقة وهروب المئات من المواطنيين إلى الشوارع الفرعية والمباني المجاورة». وذكر الموقع أن «الناشط السياسي علي البخيتي التابع للمخلوع كشف أن الحوثيين قتلوا المقدم خالد الرضي في صنعاء من دون سبب، نصبوا نقطة تقطع لمن أرادوا استهدافه وقتلوه». وقال حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه الرئيس السابق في بيان ان العقيد خالد الرضي تعرض "للغدر والنهب" في حي جولة المصباحي "اثناء عودته من مقر عمله والذهاب الى بيته". ولم يسم البيان المتمردين الحوثيين، واكتفى بالإشارة إلى أنه قتل على يد "جماعة لا يعرفون الأخلاق والعهود والمواثيق"، معتبراً أن "السكوت على هذه الحادثة قد يفتح الباب لجرائم كثيرة من هذا النوع اذا تم التهاون مع القتلة". وحذر الحزب من أن الحادثة قد تفتح "باب الفتنة لا سمح الله والتي من الصعب إيقافها". وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديرها الحوثيون إن عضوين من اللجان الشعبية قتلا في العنف. ولم يتسن التحقق على نحو مستقل من تقارير صحفية أخرى أفادت بسقوط عدد أكبر من الطرفين. إلا ان «سبتمبر نت» ذكر أن المليشيات الحوثية قالت في بيان مقتضب إن «سيارة مليئة بالمسلحين اقدمت الى النقطة الأمنية التابعة لأنصار الله في جولة المصباحي وباشرت بإطلاق النار مما أدى إلى مقتل الأخ فضل ابو طالب أحد أفراد اللجان الشعبية واصابة اخر اصابة شديدة، واصابة عدد من افراد النقطة وكذا اصابة عدد من مطلقي النار ومن ثم فروا الى الشارع الفرعي المجاور لمنزل أحمد علي عبدالله صالح». وكثيراً ما بدا التحالف التكتيكي بين صالح والحوثيين هشا إذ يشك كل طرف في دوافع الطرف الآخر ولا يشتركان في أي أساس فكري. وقال البخيتي بحسب مواقع يمنية، إن لديه معلومات تشير إلى أن مليشيا الحوثي قررت اقتحام منزل الرئيس السابق صالح وقتله أو اعتقاله. ودعا البخيتي في مقطع فيديو نشره على صفحته في الفيس "أنصار المؤتمر الشعبي العام والمواطنين والقبائل لانتفاضة مسلحة على الحوثيين في كل المناطق"، مؤكداً أن "مليشيا الحوثي في أضعف مرحلة وستنهار قريباً". واحتشد آلاف من أنصار صالح في صنعاء الخميس (الماضي) في استعراض للقوة بعدما اتهمه مقاتلون من الحوثيين ب «الغدر» ودانوا وصفه لهم بأنهم «ميليشيا». ويشترك الطرفان في إدارة شمال اليمن ويخوضان منذ عامين ونصف العام قتالاً ضد الحكومة المعترفة بها دولياً والتي تتمركز في الجنوب ويدعمها تحالف عربي تقوده السعودية. والتحول في الولاء سمة من سمات المشهد السياسي اليمني لا سيما منذ اضطرابات «الربيع العربي» في العام 2011 والتي أفضت إلى إسقاط صالح في العام 2012.