كشف المدير العام للمشاريع في محافظة جدة المهندس خيري عابدين طلب جهات عليا رفع تقارير أسبوعية فورية عن كل المستجدات الخاصة بتنفيذ مشاريع تصريف مياه السيول والأمطار في مدينة جدة، مؤكداً في الوقت ذاته أن اللجنة المشرفة على تلك المشاريع لجأت أخيراً إلى القائمة العالمية التي تحوي أهم الشركات العالمية لحثها على المشاركة في عمليات التنفيذ. وشدد في حديث خاص إلى «الحياة» على أن النية تتجه حالياً لدى الجهة المنفذة للمشروع لاختيار شركات عالمية تتميز بإنشاء البنية التحتية وفق أعلى المواصفات العالمية، بهدف الوصول إلى أفضل الحلول الممكنة التي من شأنها الحفاظ على المدينة من أي كوارث طبيعية مستقبلاً، لافتاً إلى أن الجهات العليا تتابع باهتمام بالغ كل ما يجري في اللجنة، كما أنها تطلب تقارير رسمية عن كل ما يتم وينفذ في هذا الشأن بشكل أسبوعي. وحول إقصاء «أمانة جدة» أخيراً من تنفيذ بعض المشاريع خصوصاً تلك التي تتعلق بتصريف مياه السيول والأمطار، أوضح عابدين أن الأمر لا يصل إلى درجة الإقصاء تماماً، لكن حصل ذلك لوجود بعض الملاحظات التي سجلت على بعض المشاريع المنفذة خصوصاً ما يتعلق بإدارة المياه، والمدعاة إلى الاستعانة ببعض الخبرات العالمية في هذا المجال للتوجيه والإرشاد والإشراف والمتابعة في جهد تناسقي تكاملي يهدف في المقام الأول إلى الخروج بالمدينة من أزمة السيول والأمطار التي ظلت تهددها في كل وقت. وكان إقصاء «أمانة جدة» من تنفيذ مشاريع تصريف مياه السيول والأمطار وإسنادها إلى لجنة إشرافية تحت رئاسة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل وضع عدداً كبيراً من التساؤلات حول مصير الخطط السابقة التي وضعتها الأمانة للتخلص من مياه الأمطار والسيول التي أعلنها أمين محافظة جدة المهندس هاني أبو راس قبل شهرين من الآن، وحدد لها أقل من عام بهدف إنقاذ العروس من مخاطر السيول والأمطار. وعاد عابدين ليلفت إلى أن منسوب الأمطار التي هطلت على المحافظة الساحلية خلال الفترة الماضية كان عالياً جداً، وأثر بشكل كبير على أجزاء مهمة من المدينة، واستدرك: «لكن هذا لا يغفل أبداً أن هناك بعض القصور في تنفيذ بعض المشاريع خصوصاً ما يتعلق بتصريف مياه السيول والأمطار»، مشدداً على أن «الأمانة» تمتلك بعض الخبرات المهمة من هندسيين واستشاريين في هذا المجال لكنها بحاجة في الوقت ذاته إلى بعض الدعم والمساندة للوصول إلى النتيجة المرجوة في نهاية الأمر. من جانبه، لم يستغرب الخبير البيئي سلمان الزهراني ما جرى بشأن أمانة جدة، وقال ل«الحياة»: «إن إبعاد «أمانة جدة» ومقاوليها و«مشاريعها الفاشلة» يأتي طبيعياً وسط كل المؤشرات التي دلت وتدل على أن منظومة العمل والتنفيذ داخل الأمانة تسير عكس التيار»، ملمحاً إلى أن إعلانها الأخير استبعاد خمس شركات سعودية كبرى (كانت تصنف لديها بأنها من فئة الدرجة الأولى) من أي مشاريع يعطي دلالةً واضحة على أن الأمور ولعهد قريب جداً كانت تسير داخل هذا القطاع بطريقة غير منظمة. وكانت أمانة جدة، أعلنت في وقت سابق إبعادها خمس شركات كبرى كانت تعد من لجنة المقاولين في الدرجة الأولى، من أي مشاريع مقبلة وذلك بسبب تعثرها في تنفيذ بعضها مع جهات حكومية أخرى، وتم استبعادها ولم تتم مراسلتها أو اختيارها للدخول في المنافسة على تنفيذ مشاريع درء مخاطر السيول. ودعا الزهراني إلى الاستعانة بمخطط عالمي من أوروبا أو أميركا لإعداد مخطط عام وشامل لتصريف مياه الأمطار ومن ثم الرفع به للجهات العليا ليكون القرار سيادياً بأن تسند مهمة تنفيذ المخطط من شركة عالمية متخصصة من دون النظر إلى أي كلفة. وأكد أهمية إعادة النظر في إستراتيجية الكثير من المشاريع في ظل تغيّر الظروف المناخية حالياً، مشدداً على ضرورة الأخذ بها في الاعتبار خصوصاً عند أعمال التصاميم المستقبلية، لاسيما أن معدل تساقط الأمطار في منطقة حوض البحر الأحمر المعتاد ب50 مليمتراً خلال الساعة زاد إلى أن وصل إلى 120 مليمتراً.