منذ أن بسط «الحشد» الإخواني نفوذه (و«مونته» غير المباركة) على قطر، والإعلام القطري يتخبط بذات السليقة الإخوانية المشعوذة، وبمزيج من الأوهام، فهو يأتي بالسطحيين والمتزمتين حزبياً والغوغائيين والبذيئين والمهووسين بكره الآخر، والقوميين الجهلة والشماليين الذين يعانون «عقد الخليج» ويشحنهم ثم يطلقهم في القنوات والصحف القطرية والممولة قطرياً، وقنوات التواصل الاجتماعي. وهؤلاء يقدمون أنفسهم ممثلين للإستراتيجية الإعلامية القطرية، إذ يرون أنفسهم أكبر من قطر ولهم أفضال وجمايل عليها، ولا يبدو أنهم يقبلون تلقي أية تعليمات إلا من خلايا عزمي والخلايا الإخوانية. لهذا نجد الإعلام القطري، بهذه الآلة والآلية، يرتكب حماقات وبذاءات وجرائم، بل ويكسر التقاليد الخليجية والثقافة الدبلوماسية في الخليج، ويتجاوز الخطوط الحمراء، مثل بذاءة القول، وتأييد الإرهابيين في العوامية، والتحريض على قلب نظام الحكم في البحرين والكويت وشتم قادة الخليج وتسييس الشعائر الدينية، مثل الحج. مسألة تسييس الحج ليست ثقافة قطرية ولا خليجية وليست فكرة إسلامية راشدة. ومن الواضح أنها أحد المستوردات إلى قطر ومفروضة على الدوحة بالسطوة الإخوانية وثقافة الإخوان وتنظيراتهم وأدبياتهم التي تتركز كلياً على تسييس الدين بأركانه وفرائضه ومحرماته، بل إن السلطة والسياسة، والقفز إلى عروش الحكم، هي محور تنظيرات الإخوان، وبضاعتهم الوحيدة التي يروجون لها، وكأن القرآن الكريم كتاب يختص بالسلطة لا غير. والحضور الإخواني الطاغي في الإعلام القطري يشكل خطراً على المجتمع القطري والخليجي، لأن الإخوان يطرحون دائماً لغة حزبية نفعية تؤسس لثقافة ذرائعية ونقائض ومحاصصات وتصنيف المجتمع وتقسيمه إلى فسطاطين: مجتمع الخيرين وهو حزب الإخوان ومن يواليهم ويشايعهم وكل ما يسر عين المرشد. والفسطاط الآخر هو الشياطين وهم كل ما ليس بإخوان إلا المرتزقة والمداهنين. وحشد إعلام الإخوان كل إمكانياته لتشويه المملكة، واتهمها بتسييس الحج، على الرغم من أن المملكة يسرت كل سبيل لحجاج قطر كما المعتاد، ما عدا الطائرات القطرية لأنه لم يرد، لا في كتاب ولا في سنة، أن الخطوط القطرية من أركان الحج. ومعدل عدد حجاج قطر في حدود ال 1600 حاج سنوياً، ويمكن نقلهم في أربع رحلات جوية فقط. وبعد وساطة سمو الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني، أمر خادم الحرمين الشريفين، بتقديم خدمات إضافية وغير مسبوقة لحجاج قطر، بما في ذلك نقلهم بطائرات من الدوحة أو الأحساء أو الدمام واستضافتهم على نفقة الملك. فأوقع بيد الإعلامي الإخواني، وتعرت ذرائعه، إلى أن ختمها وزير خارجية قطر بلغة إخوانية بأن المملكة «لم توضح لنا حتى الآن الآلية التي ستستقبل بها حجاج قطر»، وكأن القطريين قد أسلموا أمس ولم يحجوا قط، ولا يعلمون مناسك الحج ولا آلياتها، وكأن لا توجد بعثة حج قطرية تعمل منذ عقود وتعرف كل دقائق إجراءات الحج ومناسكه. ومرة أخرى نجح سلمان بن عبدالعزيز زعيم الأمة وخادم البيتين، وسقط حشد الإخوان في سوء النوايا والأعمال وبذاءة الخطاب الإعلامي.