ذكرت الصحف المحلية خبراً عن قيام الهيئة بالقبض على بائع يبتز النساء بعد خداعهن وإغرائهن بضرورة تعبئة الاستمارات الخاصة للدخول في السحب على الهدايا وأقلام الروج بكتابة الاسم ورقم الجوال واسم الزوج ورقم هاتفه وأرقام هواتف الإخوان وأرقام جوالاتهم، واستغلالها في ما بعد في ابتزازهن، وتم القبض عليه بعد بلاغ من امرأة، تفيد فيه بأن البائع حصل على معلوماتها وصورتين شخصيتين لها، بعد إيهامها بأن ذلك ضروري لتسلم الهدايا التي فازت بها، وعندما سلمته طلبه، قام بتهديدها وابتزازها، مستغلاً الصور والمعلومات الكثيرة التي قدمتها، طمعاً في الحصول على الهدايا. مما لا شك فيه أن الابتزاز سلوك مشين، يشير إلى خباثة الروح وقذارة الفكر، وخلل في السلوك الذي يستغل معلومات شخصية في أهداف غير نظيفة. ولكن ما أعرفه أن الاستمارات التي تُعبأ هدفها الحصول على الأرقام، لترسل للمتسوقة أو الزبونة إعلانات دورية مزعجة عن البضاعة الجديدة وعن خصومات معينة، وفي الغالب ليست بها هدايا، كما يتم التسويق لها لترغيب الزبائن، فهي وسيلة خادعة منذ بدايتها وحتى نهايتها، بسبب اختلاف النية عن الهدف المعلن عنه، ولكن أضع تحت ولكن مليون ألف خط، أين الوعي الذي يجب أن يحيط بالزبونة، لكي لا تضع معلومات شخصية جداً؟ أين الوعي الذي لا بد من توافره لتسأل نفسها لماذا يطلب اسم زوجي وأسماء إخواني وأرقامهم؟ لماذا يطلب صوري الشخصية؟ ولماذا أعطيها له؟ ما أعرفه من خلال خبرتي في تعبئة بعض الكوبونات التي يهمني أن تصلني رسالة جوال نصية الاستمارة مختومة بختم المؤسسة، والمعلومات لا تتعدى الاسم ورقم الجوال، ولا يوجد بها كروكي للمنزل، وليس بها طلب خاص لضرورة وضع الصورة الشخصية، وليست هناك خانات لأسماء بقية أسماء الأسرة الكريمة، وليست هناك خانة تطلب توضيح صلة القرابة. فلماذا إذاً تقع الكثير من النساء في أيادي ذئاب بشرية، هدفها استغلال الخوف لديهن، وسهولة وقوعهن في تطورات تنم عن عدم وعي وقلة احتكاك وعدم معرفة؟ لست أدافع عن المبتزين، ولكنني أتساءل لماذا تسقط النساء، على رغم كثرة أخبار القبض على الكثير من المبتزين؟ هل لا يقرئن الحكايات الغريبة؟ هل هناك تضخيم؟ هل المبتزون مخطئون فقط، أم أن هناك شريكاً آخر ينقصه الوعي ويقتله الخوف، حتى يدفعه دفعاً للسقوط ودفع ضريبة الخوف من ردات فعل عشوائية غير مدروسة ولا منطقية من بعض الذكور؟ الخوف الشديد مربك، والذئب يشم رائحته منذ اللحظات الأولى، فماذا سنفعل لإيقاف هذا السلوك المشين؟ هل يكفي القبض على المبتز وعقوبته من دون العمل على توعية الطرف الآخر الأكثر نزولاً للأسواق والأكثر اختلاطاً بالبائعين، والأكثر عرضة لتقديم معلومات غير ملائمة؟ لو قمنا بسؤال طفل صغير لا يتجاوز عمره 6 سنوات، هل الصور الشخصية شرط أساسي للحصول على هدايا؟ سيقول بالطبع لا المهم الجزء المتبقي من الكوبون فقط هو الذي يثبت اسم صاحبته وهويتها... من قادر على فك هذه الألغاز؟ [email protected]