اعتبرت وزيرة التجارة والتنمية الاقتصادية في مقاطعة أونتاريو الكندية ساندرا بوباتيلو أن قلة المعلومات المتاحة تمثل أهم معوقات الاستثمار بين كندا والسعودية، خصوصاً في مقاطعة أونتاريو. وقالت بوباتيلو في حوار إلى «الحياة» على هامش زيارتها إلى السعودية أخيراً، إنه توجد عديد من الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال السعوديين للعمل في كندا، إذ توجد فرص في قطاع الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والتقنية، إضافة إلى عدد من القطاعات الأخرى. وأشارت إلى أن المحادثات التي أجرتها مع المسؤولين السعوديين ركزت على الرعاية الصحية والأعمال في المجال الطبي، موضحة تفهم الجانب الكندي لتوجهات السعودية في مجال تطوير الرعاية الصحية وبناء عديد من المستشفيات. وهنا نص الحوار: بداية ما سبب زيارتك للسعودية؟ - هذه ليست زيارتي الأولى للمملكة العربية السعودية، إذ سبقتها زيارة في 2008، وخلال هذه الزيارة نركز على الرعاية الصحية والأعمال في المجال الطبي، والتقيت مسؤولين في وزارة الصحة لوضع خطط الرعاية الصحية في السعودية، وقد درس عديد من الأطباء السعوديين وتدربوا في كندا، ونصف هؤلاء درسوا في مقاطعة أونتاريو، وطبقوا ما قاموا به بشكل جيد في المستشفيات السعودية، ولدينا أصدقاء في جميع أرجاء السعودية قضوا وقتاً في كندا، وأعتقد أن علاقتنا معهم قوية، خصوصاً أننا نفهم توجهات السعودية في مجال تطوير الرعاية الصحية وبناء عديد من المستشفيات، كما نعلم مستوى الاختصاص والمهنية الذي يتطلعون إليه، ما يعطينا فرصاً كثيرة، خصوصاً مع تحديدهم مجالات الاختصاص التي يبحثون عنها ومنها أمراض القلب، الأورام، الكلى، أمراض الأطفال والنساء وغيرها، وهي جميعها مجالات توصلت فيه أونتاريو إلى مستويات عالمية، ويوجد معنا ممثلون لتلك المستشفيات، وهي جميعها مستشفيات معروفة عالمياً. ماذا يمكن أن توفره كندا للسعودية في المجال الطبي؟ - الرعاية الطبية في كندا تقوم تحت مظلة قوانين وطنية خاضعة للدولة، بينما تنفيذ وتطبيق كل قطاع ومجال يخضع للمقاطعات الكندية المختلفة، لذا فالمعايير والإجراءات وجميع التفاصيل المتعلقة هي مسؤولية حكومة أونتاريو، فالمستشفيات في أونتاريو مرجعيتها حكومة أونتاريو، لذا يتم تمويلها والاهتمام بها من حكومتنا، ونحاول التوصل إلى اتفاق ما بين السعوديين وكندا، فالمقاطعات هي المسؤولة عن تقديم خدمات الرعاية الصحية، لذا فنحن نقدم هذه المهمة للتوصل إلى تفاصيل حول كيفية تقديم الخدمات والحلول، وما يحتاج إليه الإسعاف البري أو الجوي والذي يمكننا من إيصال المريض إلى المركز الطبي المناسب في الوقت المناسب، وهو نظام ممتاز جداً، كما أننا نؤمن بأن أحد الحلول التي تبحث عنها السعودية هو كيفية إيصال المريض من مختلف أرجاء السعودية إلى المركز الطبي المناسب في الوقت المناسب، وهو يتماشى مع معايير الجودة العالية التي تبحث عنها السعودية الآن، وهذا أحد الأمثلة حول ما يمكننا توفيره، كما أن الوفد يتضمن شركات تعمل على بناء المستشفيات وشركات للتصميم ومهندسين معماريين ومختصين في البناء في جميع المناطق، لذا نحن نؤمن أن هناك عديداً من الفرص المتاحة. ما التسهيلات التي تقدمها كندا لجذب المستثمرين السعوديين؟ - لدينا عديد من الفرص المتاحة في كندا، خصوصاً في أونتاريو التي بإمكانها جذب المستثمرين السعوديين إلى كندا، إذ توجد فرص استثمارية في قطاع الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والتقنية، إضافة إلى عدد من القطاعات الأخرى التي تهم السعوديين، وهناك عديد من السعوديين حالياً يبحثون عن فرص استثمار في أونتاريو. ما تقويمكم لحجم الاستثمارات بين البلدين؟ - نعتقد أن بإمكاننا أن تكون الاستثمارات أكبر، فهناك عديد من الفرص، ولدينا علاقات تجارية قوية ومهمة، فمثلاً في قطاع الغذاء ومجال سلامة الغذاء، وكل دولة تريد التعامل مع شركاء تثق بهم، وكندا هي أحد هؤلاء الشركاء، فمستوى الثقة بيننا وبين السعودية عالٍ جداً، فنحن مسؤولون عن تدريب ما يزيد على 3000 طبيب يعملون في السعودية الآن، وليس هناك شيء أهم من صحة الناس، فإذا كنا موضع ثقة في صحة الناس فنحن كذلك في المجالات الأخرى. ونحن نعرف أن السعودية مختلفة ديموغرافياً، ففيها نسبة سكان متنامية، ومعظم السكان من صغار السن، بينما في كندا لدينا مستوى سكان كبير في السن، ونحن نعتمد على المهاجرين لزيادة السكان، لذا فنحن مختلفون عن السعودية في هذا المجال، ما يعني أن الاقتصاد في السعودية ينمو بشكل أسرع وهناك عديد من المنتجات والخدمات التي نستطيع توفيرها. في رأيك، ما معوقات الاستثمار بين البلدين؟ - أعتقد أن تلك المعوقات تتمثل في قلة المعلومات المتاحة، والتحدي بالنسبة لنا هو اطلاعهم على الفرق بين كندا والتشريعات المختلفة، ففي كندا وفي أونتاريو خصوصاً توجد بيئة صديقة وتوفر أحد أفضل معدلات الضريبة مقارنة ببلدان أخرى، ونحن منفتحون على الاستثمار الأجنبي ونبحث عنه، ولدينا سياسة الباب المفتوح، وفي وزارة التجارة والتنمية الاقتصادية في أونتاريو مهمتنا هي البحث في جميع أرجاء العالم عن الناس المهتمين بالاستثمار وفي تعزيز اهتمامنا بالسعودية. ماذا ناقشتم مع وزير الصحة السعودي؟ - بحثنا في فرص الشراكة التي يمكن أن نطورها بين حكومة أونتاريو والسعودية في مجال القطاع الصحي، لأننا ننظر إلى السعودية باهتمام كبير، فالسعودية تركز على الاختصاص وإدارة الأمراض مثل مرض السكري، وقد طورت حكومة أونتاريو برنامجاً عالي المستوى للوقاية منه، كما توجد في أونتاريو مستشفيات متقدمة عالمياً في علاج أمراض الأطفال والأورام وفي اختصاصات أخرى دقيقة، وكذلك توجد لدينا مراكز الرعاية والتأهيل وغيرها من المراكز المتخصصة والشاملة. كما يوجد لدينا عديد من الفرص، والسعودية سباقة للأفضل وتبحث عنه حول العالم وتجلبه لها، ونحن لدينا أفضل المراكز، لذا سيكون تعاوناً ممتازاً وشراكة عظيمة، ونحن مستعدون للقيام بالعمل على جلب الاختصاص الذي تبحث عنه السعودية.