بدأ العراق اسبوعاً عصيباً بتظاهرات في بغداد وبتجدد الاحتجاجات في السليمانية التي تخللتها مواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن على خلفية تداعيات مقتل شاب وجرح نحو 45 آخرين الخميس الماضي، ما دفع رئيس الوزراء نوري المالكي الى دعوة الشباب الى مواجهة «المتمردين على النظام». وكانت تظاهرات جابت شوارع عدد من احياء بغداد للمطالبة بتوفير الخدمات وملاحقة الفاسدين في موجة الاحتجاجات التي بدأت قبل نحو اسبوعين في معظم المدن العراقية. واستغل رئيس الوزراء احتفالاً في وزارة الشباب والرياضة، لمناسبة المولد النبوي الشريف، لدعوة الشباب الى مواجهة من اسماهم «المتمردين على النظام»، على خلفية دعوة مجموعات شبابية، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومنظمات ونقابات الى تنظيم تظاهرة كبرى في ساحة التحرير وسط بغداد الجمعة المقبل. وقال المالكي: «يتحتم على الشباب الوقوف بوجه الذين يخرجون على القانون أو يتمردون على الدولة أو على النظام»، وأن «يدرك الشباب أن هناك قوى لا تريد للديموقراطية أن تستمر، ولا تريد شبابا حرا أو حريات». من جهة ثانية قال شهود عيان ل»الحياة» امس ان مواجهات اندلعت بين مئات المتظاهرين في ساحة السراي وسط السليمانية وقوات الامن التي اغلقت كل الطرق المؤدية الى المكان. وقال الشهود ان المتظاهرين حاولوا الوصول الى مقر «الحزب الديموقراطي الكردستاني» الذي شهد الخميس مواجهات ادت الى مقتل شاب تحت سن الخامسة عشر وجرح 45 آخرين على الاقل عندما فتح حراس بناية الحزب النار على المتظاهرين. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية دعت السلطات العراقية إلى فتح تحقيق مستقل ونزيه بعمليات إطلاق النار وقتل متظاهرين في عدد من المدن العراقية اخيراً. وسمعت في ارجاء ساحة السراي والشوارع المؤدية اليها في السليمانية صفارات سيارات الاسعاف من دون الكشف عن الخسائر وسط تاكيدات شهود سقوط نحو 10 جرحى واعتقال عدد من المتظاهرين، فيما شوهدت اعمدة دخان تتصاعد من وسط مدينة السليمانية قال الشهود انها لاطارات احرقها المتظاهرون. وكانت مشادات كلامية بين نواب عن الحزبين الكرديين الرئيسيين وحركة «التغيير» بقيادة نيوشروان مصطفى داخل البرلمان العراقي ببغداد عندما القى نائب عن «التغيير» بياناً دان فيه عملية اطلاق النار على المتظاهرين. وتعد السليمانية معقل انصار رئيس الجمهورية جلال طالباني الذي انشق عنه مصطفى ليؤسس حركة «التغيير» المعارضة ويخوض انتخابات الاقليم 2009 والانتخابات العراقية 2010 بشكل منفصل. وكان طلاب جامعة السليمانية تظاهروا صباحا لمطالبة بارزاني بالاعتذار عن احداث الخميس، واخراج قوات «البيشمركة» التي استقدمت من اربيل الخميس الى خارج المدينة. وفي بغداد تظاهر مئات الايتام والارامل من ضحايا اعمال عنف للمطالبة بتحسين اوضاعهم الاجتماعية فيما تظاهر اهالي احياء الكاظمية والعبيدي للغرض نفسه. وحاولت قوة عسكرية منع متظاهرين من نصب خيام بالقرب من بوابة «المنطقة الخضراء» حيث تظاهر مئات من الشباب للمطالبة بالعمل وانهاء الفساد.