كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو سينقل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثاتهما اليوم في منتجع سوتشي جنوبروسيا، رسالة يحذر فيها من أن توسيع النفوذ الإيراني في سورية قد يقود المنطقة إلى حرب. وأفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» القريبة من رئيس الحكومة، بأن إسرائيل قلقة من عدم تجاوب واشنطنوموسكو مع مطالبها لتعديل بنود اتفاق وقف النار جنوب سورية، خصوصاً ضمان خروج القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية من سورية وليس فقط إبعادها 20 كلم من الحدود مع إسرائيل. وأوضحت المصادر أن الوفد الأمني الإسرائيلي البارز، الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي والتقى كبار مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر لنقل رسالة تحذير مماثلة ،»عاد إلى إسرائيل خالي الوفاض». ويصطحب نتانياهو معه إلى روسيا رئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» يوسي كوهين الذي ترأس الوفد إلى واشنطن، ومستشار الأمن القومي الجديد مئير بن شبات. وأضافت الصحيفة أن الأميركيين رفضوا الطلب الإسرائيلي الالتزام بالتحرك لوقف النشاط الإيراني المتزايد في سورية والمنطقة. وعزت أوساط إسرائيلية الموقف الأميركي إلى انشغال الإدارة الأميركية بمشاكلها الداخلية، فيما جل اهتماماتها الخارجية ينصب على كوريا الشمالية والصين. وتابعت الصحيفة أنه جراء هذا الموقف الأميركي، قرر نتانياهو التوجه على وجه السرعة إلى موسكو «ليحاول إقناع الرئيس بوتين بلجم الإيرانيين». وتتعاون روسياوإيران عن كثب في الملف السوري وبفضل تدخلهما الحاسم في الحرب، تمكنت القوات النظامية السورية من استعادة الكثير من الأراضي التي فقدتها لمصلحة تنظيمات المعارضة السورية و «داعش». وزادت المصادر الإسرائيلية أن نتانياهو ينوي تحذير روسيا من خطر ظهور «جماعات سنية متطرفة» قد تحل محل «داعش»، إضافة إلى تحذيرها من أن تعزيز «المحور الشيعي» في سورية اليمن سيخل بالاستقرار في المنطقة برمتها، وسيهدد «الدول السنية المعتدلة على نحو ينذر بتصعيد عسكري». ووفق الصحيفة، فإن إسرائيل سبق أن أوضحت لجهات دولية كثيرة أنها «لن تقف متفرجة إذ ترى تعزيز النفوذ الشيعي على حدودها الشمالية». وقال قاد سلاح الطيران المنتهية ولايته اللواء أمير إيشل للصحيفة إن إسرائيل هاجمت في السنوات الأخيرة نحو مئة مرة وسائل قتالية كانت في طريقها من سورية إلى حزب الله، «لكن ما يثير قلق إسرائيل أنه في حال تعززت ثقة المحور الشيعي بنفسه فإن الأمر قد يدفع سورية في المستقبل إلى الرد على هجمات كهذه، ما قد يقود المنطقة إلى خطر الحرب. وأشارت إلى أن ثمة تبايناً في الرأي داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن مدى نجاح إسرائيل في إقناع روسيا بلجم ايران، فهناك من يرى الموقف الروسي «بارداً وضيقاً تحركه مصالح اقتصادية ومناهَضة الغرب»، لكن في المقابل هناك من يتفاءل لجهة نجاح المساعي الإسرائيلية «في حال ثابرت إسرائيل على توضيح الصورة للرئيس بوتين على أن تكون مدعومة بمعلومات استخباراتية متينة تقنعه بأن النشاط الايراني في سورية يزعزع النظام الإقليمي ويعرض مصالح روسيا في الشرق الأوسط إلى الخطر». وأفادت الصحيفة بأن مثل هذه المعلومات حول النشاط الايراني في سورية ولبنان ستطرحها إسرائيل أمام الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش خلال زيارته الوشيكة إلى المنطقة. من ناحيته، قال المدير السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية يوسي كوبرفاسر في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية، إنه يتوقع أن يقدم نتانياهو للقيادة الروسية خلال اللقاء «معلومات معينة» بغية إقناع موسكو بضرورة ممارسة الضغط على إيران. وتابع كوبرفاسر «الفائز الأكبر في سورية هم الإيرانيون الذين سيطروا على الجزء الأكبر من أراضي البلاد. ويمكن إيران الآن أن تعمل ضد إسرائيل من أي نقطة في الأراضي السورية. والشيء الأسوأ يكمن في أن الوضع الحالي يسمح لطهران بتطوير برنامجها النووي انطلاقاً من سورية». وقبيل لقاء بوتين- نتانياهو اليوم استقبل سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، السفير الإسرائيلي لدى موسكو غاري كورين أمس، إذ دار الحديث عن مسائل الرقابة على الأسلحة ومنع انتشار الأسلحة النووية.