أعلنت الولاياتالمتحدة اليوم (الثلثاء)، انها فرضت عقوبات على عشر كيانات وستة أشخاص من الصين وروسيا، لمساهمتهم في تطوير البرنامج النووي الكوري الشمالي. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان إن «وزارة الخزانة ستزيد الضغوط على كوريا الشمالية عبر استهداف الذين يدعمون تطوير برامجها النووية والباليستية، وعزلهم عن النظام المالي الأميركي». وتابع البيان «من غير المقبول ان يقوم أشخاص أو شركات في الصين وروسيا أو في أي مكان آخر، بتسهيل استفادة كوريا الشمالية من عائدات تستخدم لتطوير أسلحة دمار شامل». وأضاف البيان «استناداً إلى قرار اليوم؛ فان كل أملاك ومصالح الأشخاص المعنيين ستجمد في الولاياتالمتحدة، ويمنع على المواطنين الأميركيين الاتجار معهم». ومن بين الشركات المعنية في العقوبات: «داندونغ ريتش ايرث ترايدينغ» التي تتخذ من الصين مقراً لها، و«جيفست-ام» الروسية في موسكو، اللتان اشترتا مواد أولية لصالح شركات مرتبطة في برنامج الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية. وكانت واشنطن فرضت مطلع تموز (يوليو) الماضي، عقوبات على مصرف «بنك اوف داندونغ» الصيني المتهم بتسهيل تعاملات لصالح شركات مرتبطة في البرنامج الكوري الشمالي. وكان التوتر بلغ ذروته قبل عشرة أيام بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية إثر قيام بيونغ يانغ بتجارب لصواريخ عابرة للقارات. إلا أن ناطق باسم السفارة الصينية في واشنطن قال اليوم إنه ينبغي للولايات المتحدة أن «تصحح على الفور خطأها» المتمثل في فرض عقوبات على شركات وأفراد صينيين، وذلك لتفادي الإضرار بالتعاون بين البلدين. وقال المتحدث باسم السفارة: «تعارض الصين العقوبات الأحادية الجانب خارج إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، ولاسيما الاختصاص القضائي الواسع المدى «على كيانات وأفراد صينيين والذي تمارسه أي دولة بموجب قوانينها المحلية». وأضاف «نحض الولاياتالمتحدة بقوة على أن تصحح على الفور خطأها، حتى لا يتأثر التعاون الثنائي في خصوص القضايا ذات الصلة». وشهد مؤتمر لنزع السلاح النووي برعاية الأممالمتحدة اليوم تراشقاً بالألفاظ بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية في شأن النوايا العسكرية لكل لبلد تجاه الآخر، وأعلن مبعوث كوريا الشمالية أن بلاده لن تطرح «أبدا» قوتها للردع النووي على مائدة التفاوض. وقالت اليابان التي تقع في مدى صواريخ كوريا الشمالية، إنه ينبغي للعالم مواصلة الضغط على البلد المنعزل لكبح جماح برامجه الصاروخية والنووية وإن الوقت ليس مواتياً لاستئناف المفاوضات المتعددة الأطراف. وتابعت كوريا الشمالية تطوير برامجها للأسلحة في تحد لعقوبات مجلس الأمن الدولي، وتجاهلت كل الدعوات المطالبة بوقفها بما في ذلك من الصين حليفتها الرئيسة، ما أدى إلى تبادل للتصريحات العدائية بين بيونغيانغ وواشنطن. وتبرر كوريا الشمالية برامجها للأسلحة، ومنها تهديدها الأخير بإطلاق صواريخ تجاه جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادي، بالإشارة إلى العداء الأميركي ومنه التدريبات العسكرية بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية هذا الأسبوع. وقال السفير الأميركي المعني بجهود نزع السلاح روبرت وود في كلمته بالمؤتمر في جنيف إن الأولوية القصوى للرئيس دونالد ترامب هي حماية بلاده وحلفائها من «الخطر المتنامي» لكوريا الشمالية. وأشار وود إلى أن أميركا مستعدة لاستخدام «كل الإمكانات المتاحة» في سبيل تحقيق ذلك. وأضاف أن «الطريق إلى الحوار ما زال خياراً» متاحاً لبيونغيانغ وأن عليها الاختيار بين الفقر والعداء من جانب وبين الرفاهية والقبول من جانب آخر. وقال مبعوث كوريا الشمالية جو يونج تشول أمام المؤتمر إن الردع النووي لبلاده لن يطرح أبداً للتفاوض، مردداً تنديد بيونغيانغ المتكرر بما تصفه «العدوان» الأميركي. وقال جو «الإجراءات التي تتخذها جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لتعزيز قدرتها النووية على الردع وتطوير صواريخ عابرة للقارات مبررة وهي خيار شرعي للدفاع عن النفس في وجه مثل هذه التهديدات الواضحة والحقيقية»، مشيراً إلى «التهديدات النووية الدائمة» من الولاياتالمتحدة. وفيما يخص التدريبات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية التي بدأت يوم الاثنين حذر المبعوث الكوري الشمالي، قائلاً «المغامرة العسكرية الجارية ستضيف بالتأكيد البنزين على النار وتزيد الموقف الحالي المتوتر تدهوراً». وقال وزير الخارجية الياباني تارو كونو إن الضغط ينبغي أن يستمر حتى تظهر كوريا الشمالية استعدادها للتخلي عن برنامجها النووي. وأضاف الوزير »الوقت ليس مناسباً لبحث (استئناف) المفاوضات السداسية» وذلك في إشارة إلى المفاوضات المجمدة التي تشارك فيها كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة وروسيا والصينواليابان. وتابع يقول «إنه وقت ممارسة الضغط».