طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمفاوضات سلام فلسطينية- إسرائيلية ضمن جدول زمني واضح وفي إطار حل الدولتين. وشددا على أهمية «التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، عبر مسار جنيف، بما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدة أراضيه، وينهي العنف والمعاناة ويحقن دماء السوريين ويسمح بعودة اللاجئين». وخلال زيارة رسمية للرئيس التركي تلبية لدعوة من العاهل الأردني تزامنت مع الاحتفالات بمرور 70 عاماً على تأسيس العلاقات بين البلدين، أعاد الجانبان تأكيد الحاجة إلى وقف الأعمال العدائية على الأرض من أجل دعم مسار جنيف وصولاً إلى حل سياسي في سورية. كما عبرا، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، عن تقديرهما الدور الإيجابي الذي توفره اجتماعات آستانة في تهدئة الأوضاع ميدانياً من خلال وقف النار الشامل في سورية لعام 2016، واتفاق خفض التصعيد. وخلال محادثات ثنائية، تلتها أخرى موسعة، أشار الجانبان إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها بلداهما نيابة عن العالم بسبب أزمة اللجوء السوري، وشددا على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته من خلال زيادة دعمه هذه الدول لتمكينها من التعامل مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المتزايدة. وأشادا بنجاح المحادثات الثلاثية بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا، والتي أفضت إلى وقف النار جنوب سورية، كونه يمثل خطوة باتجاه إقامة منطقة خفض التصعيد. وأكدا أن هذه الجهود تأتي ضمن مبادرة أشمل لإنهاء جميع الأعمال العدائية في سورية، والوصول إلى حل سياسي يقبله الشعب السوري. من جهة أخرى، أعاد عبدالله الثاني وأردوغان تأكيد أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية في الشرق الأوسط، وطالبا بإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تنهي الصراع استناداً إلى حل الدولتين. واعتبرا أن مفاوضات السلام الجديدة يجب أن تتم وفقاً لجدول زمني واضح، وأن تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً مبادرة السلام العربية. وأكدا رفضهما القاطع أي محاولات لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، والإجراءات الأحادية التي تهدد هوية القدسالشرقية، وحذرا أن من شأنها أن تقوض السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وأكد أردوغان أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والدور الخاص الذي يضطلع به الأردن في تحمل هذه المسؤولية، مشدداً على استمرار بلاده في دعم دور الأردن في حماية المقدسات في القدس، و «العمل معاً لمنع تكرار الاعتداءات والخروق التي حصلت في الأقصى الشهر الماضي». وفي الملف العراقي، أشاد الزعيمان بجهود الحكومة والانتصارات العسكرية ضد عصابة «داعش» الإرهابية، كما شددا على أهمية المحافظة على سلامة الأراضي العراقية، وعبرا عن دعمهما الجهود التي يبذلها العراق لترسيخ التقدم والاستقرار عبر عملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي وتضمن حقوقه. من جهة ثانية، استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في لقاء تم خلاله بحث الشراكة الاستراتيجية والتعاون العسكري والدفاعي بين البلدين، والقضايا الإقليمية، خصوصاً الأزمة السورية والتطورات في العراق، والمستجدات المرتبطة باستراتيجية الحرب على «داعش»، فضلاً عن مناطق خفض التوتر في سورية، وعمليات الرقة.