لم يصمد وقف إطلاق النار الرابع منذ بدء الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوبلبنان تحت وطأة جولة رابعة من الاشتباكات هي الأعنف منذ أحداث نيسان (أبريل) الماضي. ولم تلتزم حركة «فتح» ولا جماعة بلال بدر وحليفه بلال عرقوب بوقف النار ما استدعى اجتماعاً عاجلاً للقيادة السياسية الفلسطينية المصغرة في سفارة فلسطين. وخلص الاجتماع عصراً الى اتفاق جديد لوقف النار يسري مفعوله اعتباراً من المساء. وكانت المعارك اشتدت منذ الثامنة صباحاً بين الجانبين، محولة العديد من أحياء المخيم الى ساحة حرب حقيقية تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية وحتى المتوسطة مثل قذائف الهاون. وتركزت على محاور حي الطيري – الشارع الفوقاني – حي الصحون- نزلة سوق الخضر – جبل الحليب، فيما طاولت بعض القذائف ورصاص الاشتباكات أحياء قريبة من مسرح الاشتباكات مثل الصفصاف واللوبية وبستان القدس وحي صفوري. وطلبت حركة «فتح» إعطاءها مهلة 24 ساعة لحسم المعركة اعتباراً من الصباح، ما فسر اشتداد وتيرة الاشتباكات سريان هذه المهلة. وشهد محور الطيري هجمات وهجمات مضادة وما يشبه حرب شوارع بين «فتح» والمجموعات المسلحة. وسجلت «فتح» تقدماً داخل الحي لكن من دون أن يتمكن عناصرها من الحفاظ على المواقع التي وصلوا اليها نظراً الى كثافة النيران التي يتعرضون لها بحكم تغلغل عناصر بدر وعرقوب في أزقة وزواريب الحي المذكور، وتسللهم بين البيوت عبر الجدران بعد هدمها، وأفيد عن اشتعال النيران في منزلين في حي الطيري. وأسفرت الجولة الرابعة من الاشتباكات عن سقوط أربعة جرحى من بينهم أحد عناصر مجموعة بلال بدر البارزين ويدعى عز الدين أبو داود الملقب «ضبايا» ما يرفع الحصيلة الاجمالية للاشتباكات منذ اندلاعها الخميس الماضي الى أربعة قتلى وأكثر من 20 جريحاً. وألحقت الاشتباكات دماراً وأضراراً جسيمة في بيوت ومحال تجارية وممتلكات وتسببت في نزوح المزيد من العائلات من المخيم الى مدينة صيدا. واصطدمت مساعي التهدئة بشروط وشروط مضادة بين فتح و «البلالين»، فالأولى تشترط تسليم الأخيرين نفسيهما وعناصرهما للقوة المشتركة، ويطالب بدر وعرقوب بانسحاب «فتح» من حي الصحون الذي تمركزت فيه خلال أحداث نيسان الماضي والذي يشرف مباشرة على حي الطيري معقل بلال بدر، الأمر الذي ترفضه «فتح». وكانت وكالة «أونروا» عممت على موظفيها داخل المخيم «عدم التجول».