بدأت أمس الجولة الأولى من محادثات فصائل المعارضة السورية، منصات الرياضوالقاهرةوموسكو، التي تبحث في توحيد وفود المعارضة في وفد واحد يشارك في اجتماعات جنيف المقررة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وقال عضو «منصة القاهرة» عبد السلام النجيب، إن الجولة الأولى من المحادثات التي بدأت في الرياض صباح أمس «ناقشت محاسن ومساوئ» كل المقترحات أمام المنصات الثلاث. ووفق النجيب فإنه «يوجد تفاهم حول أغلب القضايا للمنصات الثلاث من حيث الهدف». وأوضح أن البحث الآن «مستمر لإيجاد صيغة توصل إلى هذا الهدف». وتبحث اجتماعات الرياض توحيد وفود المعارضة ورؤيتها للحل في سورية. وستحاول الوفود التفاهم على النقطتين الخلافيتين الرئيسيتين، وهما شكل الدستور ووضع الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية. وترفض «منصة موسكو» اشتراط مغادرة الأسد للانتقال إلى المرحلة الانتقالية، بينما تدعو كل من «منصة القاهرة» و «الهيئة العليا»، إلى أن تكون المرحلة الانتقالية من دون الأسد. وتستمر الاجتماعات يومين أو ثلاثة. وقال مستشار «الهيئة العليا»، الدكتور يحيى العريضي، لموقع «عنب بلدي»، إن النتائج مفتوحة «يُمكن أن تتمخض عن وفد موحد، أو أن تبقى مجرد جلسات تقارب بين الأطراف الثلاثة». وعرضت «الهيئة العليا» للمفاوضات رؤيتها حول الاجتماعات أمس. وقال العريضي إنها تعمل وفق مبادئ وأساسيات محددة، ورؤية سياسية ثابتة، لا يستطيع أي طرف التنازل عنها. وبدأت الاجتماعات وسط تباينٍ في آراء المنصات، على رغم المساعي الدولية لتوحيد الصف. ورد العريضي على تسريبات تحدثت عن إمكانية طرح «حل يرضي الجميع»، متمثلاً ببقاء الأسد لستة أشهر قبل الانتخابات الرئاسية، مؤكداً أنها «تخمينات وليس لها مصدر رسمي». واتهم العريضي موسكو باستغلال تشتت المعارضة كذريعة لإبقاء النظام، قائلاً إن توحيد المنصات كشرط للمفاوضات «محاولات تستخدم لنسف صدقية أي جهة تقول لا لبشار الأسد». وتابع: «المعارضة ليست لتلبية طموحات (المبعوث الأممي ستيفان) دي ميستورا بل تلبي ما يريده الناس». وكان المبعوث الأممي توقع الأسبوع الماضي حسماً في سورية خلال شهرين، مشيراً إلى أنه «ستتاح فرصة مهمة للمعارضة من أجل إعادة تنظيم صفوفها، من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة». ولفت العريضي إلى أن «الطلب بأن تكون المعارضة مرنة أكثر لا يقابلها حتى استعداد لدى النظام للانخراط في العملية السياسية، فالأمر ليس تنازلات مجانية». وحول توقعات «الهيئة العليا» من الاجتماع، قال: «كل الأمور مفتوحة... يمكن أن يتمخض عن نوع من التفاهم والتقارب من دون وفد موحد، بالاشتراك بالمسائل الجوهرية، ويمكن أن يلتزموا بالمبادئ». في موازاة ذلك، دعا «التحالف الوطني الكردي» في سورية أمس «المجلس الوطني الكردي» وممثليه في «الهيئة العليا للمفاوضات» للانسحاب الفوري منها، والعمل معه لتشكيل «منصة كردية موحدة». وقال رئيس «التحالف الوطني الكردي»، مصطفى مشايخ في تصريح إلى موقع «سمارت الأخباري المعارض، إن «خلافهم مع المجلس الوطني لوجوده ضمن الائتلاف الوطني السوري المرتبط بالحكومة التركية». واتهم مشايخ المعارضة السورية ب «التغيّب المقصود للحقوق القومية للشعب الكردي، كما تغيّب تمثيلهم في المؤتمرات»، داعياً في شكل عاجل ل «مؤتمر وطني كردي سوري» تشارك فيه جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات المستقلة ل «صياغة موقف وخطاب كردي موحد يلتزم به الجميع».