أعرب قادة فصائل المعارضة السورية عن أملهم في أن يؤدي اجتماع الرياض الذي يبدأ اليوم إلى تقريب وجهات النظر بين منصات المعارضة الثلاث، الرياضوالقاهرةوموسكو، حول القضايا الأساسية وعلى رأسها المرحلة الانتقالية والدستور وذلك للمشاركة ب «وفد جديد موحد» في محادثات جنيف للتسوية في سورية والتي ستعقد في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. في موازاة ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن سورية «أفشلت المشروع الغربي... لكن الحرب لم تنتهِ بعد وإن كانت بوادر الانتصار موجودة». وأكد الأسد أن بلاده ترحب ب «اتفاقات إقليمية» لوقف القتال في سورية، رابطاً بين التعاون الأمني وإعادة فتح السفارات الأجنبية في دمشق من ناحية، وبين قطع الصلات مع «الإرهابيين» من ناحية أخرى. وواصلت القوات النظامية تقدمها في ريفي حمص وحماة على حساب «داعش»، الذي بات محاصراً في بلدة عقيربات شرق مدينة السلمية، بعد عمليات عسكرية من ثلاثة محاور قطعت المنطقة إلى ثلاثة جيوب. وقتل خمسة أشخاص إثر سقوط قذيفة أمس قرب مدخل «معرض دمشق الدولي» الذي فتح أبوابه هذا الأسبوع، وفق ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان». وعشية اجتماعهم في الرياض اليوم، شدد قادة المعارضة على أهمية الاجتماع في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المشاركة، وتشكيل وفد جديد موحد للمشاركة في محادثات جنيف، موضحين أن أهم الملفات المطروحة على طاولة الاجتماع هي تحديد آليات تشكيل الوفد الذي سيتولى التفاوض مع وفد النظام برعاية أممية، إضافة الى التحضير لمؤتمر «الرياض2». وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان «الجيش الحر» سابقاً قائد «الفرقة الثانية» في القلمون العميد هاني الجاعور ل «الحياة» إن «اجتماع المعارضة في الرياض اليوم مهم جداً على مختلف الصعد، إذ سيتم انضمام منصة موسكو ومنصة القاهرة مع الائتلاف، وولادة جسم معارض يمثل جميع الأطياف المعارضة، وهذه بداية للحل». وأوضح أن الاجتماع سيبحث أيضاً «تجنيب إدلب ضربة روسية أو أميركية. وهو موضوع معقد وصعب، ولكن في حال تبنيه من الدول الداعمة للشعب السوري فيمكن تجنيب إدلب المحرقة المنتظرة». من ناحية أخرى، قال قائد «الجبهة الشرقية» عضو الوفد المفاوض المقدم الدكتور محمد العبود أن الملف الأهم الذي ستتم مناقشته هو مسألة تشكيل وفد موحد يمثل كافة أطياف ومنصات المعارضة. وحول النتائج قال العبود: «المعارضة السياسية مسلوبة الإرادة، وبالتالي النتائج تتعلق بمدى توافق الأطراف الدولية والإقليمية». وأفاد الأمين العام السابق ل «الائتلاف الوطني السوري» عبدالإله الفهد ل «الحياة» بوجود خلافات بين المنصات الثلاث يُؤمل حلها في الرياض، موضحاً: «أن رؤية الهيئة العليا تصر على رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، ومنصة القاهرة قريبة جداً من ذلك، بينما منصة موسكو ترى رحيل الأسد في وقت متأخر (نهاية المرحلة الانتقالية)، وهذا هو العقبة الأهم في التوافق على الوصول إلى وفد واحد». تزامناً، شدد الأسد على أن بلاده ترحب ب «اتفاقات إقليمية» لوقف القتال في سورية «لوضع حد لإراقة الدماء وإيصال المساعدات الإنسانية وخروج المسلحين والعودة الى الوضع الطبيعي». لكن الأسد في المقابل رفض فكرة «المناطق الآمنة» التي اقترحتها الولاياتالمتحدة وتركيا في السابق. قائلاً: «مثل هذه الخطوة لن تسفر إلا عن منح غطاء للإرهابيين». كما هاجم الأسد نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً: «إن الطرف التركي موجود على الورق وبالنسبة إلينا نحن لا نعتبره ضامناً ولا شريكاً في عملية السلام وطبعاً لا نثق به فهو داعم للإرهابيين».